كتب يوسف فارس في “المركزية”:
بالوقائع والبراهين دحض لبنان الاكاذيب التي اوردتها صحيفة “التلغراف” البريطانية بشأن وجود اسلحة من العيار الثقيل خزنها حزب الله في مطار بيروت، وكسب في الجولة الوزارية والدبلوماسية والاعلامية الرهان على بقاء بوابته الى العالم الخارجي منارة تشع حضارة وسلما في مواجهة الاطماع الاسرائيلية والتطلع الى ضربه وشل موسمه السياحي، والانتقام من حركة المسافرين سواء القادمين الى لبنان ام المغادرين والتي تسجل ما لا يقل عن المليون ونصف المليون زائر في حين تعرف المطارات الاسرائيلية حركة اياب ملحوظة دون عودة. الامر الذي حفز غضب تل ابيب التي دفعت بخبر “التلغراف” الى الواجهة من قبيل الحرب النفسية لتسميم الاجواء اللبنانية بالاشاعات الكاذبة.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ “المركزية”: يجب ان تؤخذ على محمل الجد قضية “التلغراف” والمعلومات الكاذبة التي اوردتها، ليس بسبب جدية المعلومات ومعروف انها غير صحيحة لكن من اجل الخلفية والهدف وهو تلقيم متعمد من المخابرات الاسرائيلية لهذه الصحيفة. اذ من الواضح جدا ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يحاول منذ سنوات جر الولايات المتحدة الى حرب مع ايران ولم ينجح في ذلك كون اميركا قلقة من ان حربا كهذه من شأنها ان تشعل منطقة الشرق الاوسط وتعرض الممرات البحرية للنفط والتجارة العالمية اضافة الى قواعدها ومصالحها في الخليج للخطر. نتنياهو لم تكن لديه وحده يوما القدرة على شن حرب ضد ايران. لذا نجده اليوم يستعمل جنوب لبنان فتيلا لاشعال هذه الحرب الشاملة. رهانه ان لابد وان تساعده وتدعمه واشنطن في مواجهته مع المقاومة التي ستتدخل طهران لنجدتها. بذلك يكون قد جر اميركا وايران الى مواجهة مباشرة.
ويتابع: من هنا يرتدي هذا التسريب او التلقيم الاعلامي الاسرائيلي الكاذب لصحيفة “التلغراف” طابع استباق هذه الحرب لتكوين مناخ اعلامي مناسب وهو فخ منصوب ورسالة لاميركا قبل لبنان من اجل توريطها في حرب شاملة تشكل لنتنياهو طريق الخلاص من محاسبته داخليا ودوليا، وذلك بعد ربطه النزاع بصراع اقليمي اكبر واعمق . لذا قضية “التلغراف” ابعد من صدفة. هي تحضير لمشروع حرب بغية دفع اميركا لمواجه ايران وتعطيل اي محادثات تجري بين الدولتين حول الوضع في المنطقة.
ويُضيف: في العام 1982 تزامن الغزو الاسرائيلي للبنان مع بدء البحث باعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني. من اجل نسف هذا الموضوع قتل ياسر عرفات وسمم قبل بداية اعتراف عدد من الدول الغربية بذلك. اليوم عدد كبير من الدول على قناعة بقيام دولة فلسطينية مستقلة، لذا نجد هذا الاستنفار الاسرائيليي لنسف الموضوع بشتى الوسائل، فكان تسريب التلغراف تمهيدا لصراع اكبر من لبنان يكون بزج اميركا في حرب مع ايران ولاسقاط منطق الدولتين.