Site icon IMLebanon

حركة دبلوماسية أجنبية وعربية في لبنان لمنع الحرب

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

أوحت الحركة الدبلوماسية في البلاد بدءًا من زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتين مروراً بزيارة امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وصولا إلى وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي أن ثمة سعيا حثيثا يبذل منعا لإنزلاق الوضع في البلاد وصولا إلى الحرب، ولكن بعض هذه اللقاءات ظل بعيدا عن بحث طرح متكامل بالنسبة إلى كيفية وقف التوتر المتصاعد على الجبهة الجنوبية ومنع اتساع رقعة الحرب.

ولن تكون هذه الزيارات هي الوحيدة في سياق العمل على تجنيب لبنان الحرب الشاملة ، إنما هناك تحضيرات لزيارة مسؤولين آخرين، على أن الموفد الأميركي ينتظر الإشارات الجديدة من الطرفين قبل تحديد خطوته المقبلة. اما السباق بين الحرب والتهدئة فلا يزال على حاله، فطرفا النزاع لن يفصحا عما يخططانه، ومواقفهما في الوقت نفسه تشي بعدم التراجع حتى وإن ظهر البعض يتحدث عن الإفساح في المجال أمام الحل.
يتكرر السؤال متى تشتعل الحرب، وكيف تترجم التحذيرات الغربية بشأن الوضع في لبنان، وماذا عن مصير الاتصالات لتفادي السيناريو الأسوأ؟

لم تُبرز المعطيات أي قرار سلبي أو إيجابي حاسم ويذهب المحللون إلى القول أن الحرب في الجنوب دخلت حالة المد والجزر وفي كل دقيقة تفصيل، إما عن تقدم مشهد الحرب أو المساعي الدبلوماسية.
رسمياً، كُلِّف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب بإجراء اتصالات في خلال جولته الخارجية في سياق العمل على تجنيب لبنان الحرب .فمن هو القادر على ضبط الوضع وابعاد شبحها؟

وفي اعتقاد مصادر سياسية مطلعة فإن التحذيرات الدولية بشأن هاجس وقوع الحرب ستتوالى، ولن تكون مواقف الدول من هذا الموضوع منفصلة عن بعضها البعض لأن ما من توقعات نهائية بشأن تقدم الحراك الديبلوماسي بعد ربط مصيري غزة والجنوب، وتعلن أن الاوان لم يحن بعد للحديث عن فشل هذا الحراك بشكل تام وفي الوقت نفسه ليس مقدرا لأحد أن يعلم موعد أي عمل عدواني إسرائيلي كبير ضد لبنان، مشيرة إلى أن هناك اتصالات عربية رفيعة المستوى تلقاها المسؤولون اللبنانيون لجهة تحصين الموقف اللبناني والإفساح في المجال أمام أي حل وسطي يبعد كأس الحرب عن لبنان لاسيما أن العدو الإسرائيلي يواصل تهديده للبنان ولن يتوانى عن تنفيذه،كما أنه على استعداد لشنها في التوقيت الذي يراه مناسبا.

وتقول إن الحركة الدبلوماسية باتجاه لبنان وفي حال توسعت تعني حكما أن الخطر وشيك، في حين أن الوقائع الميدانية لا تزال في سياق إطار الفعل وردات الفعل،وإن بات التصعيد مسيطرا وترى أن الأميركيين لا يزالون عند قراراهم بعدم تفضيل توسعة الحرب، وهناك جولة مرتقبة للسفيرة الأميركية لمتابعة زيارة هوكشتين، معتبرة أن الفرنسيين بدورهم عادوا إلى تكرار التحذير من خطورة الوضع ولولا الانشغال ببعض ملفات الداخل الفرنسي، لكان حضر وفد فرنسي إلى بيروت، مع العلم أن الزيارة ليست مستبعدة.

اما بالنسبة إلى زيارة المسؤول الفاتيكاني، فان المصادر تشير إلى أن قيامها في هذا الظرف بالذات أعاد التأكيد على دور الفاتيكان في المحافظة على دور لبنان الرسالة، وليس هناك من مهمة جديدة، على أن أية اقتراحات بشأن الدخول على خط ازمة الرئاسة أو حرب الجنوب لا تزال في إطار التوقعات او المعلومات، معلنة أن الأوضاع «تجر» بعضها وإن فشل العمل الدبلوماسي أو أي تحرك دولي، يعني فتح الأمور إلى مصراعيها بالنسبة الى خيار الصدام.

من المرتقب أن يتحول لبنان إلى محطة لسلسلة زيارات ديبلوماسية حول هدف واحد: كيفية الحؤول دون الحرب، وهذه أولوية الأولويات خصوصا في ظل تحذيرات من هنا وبعض رسائل الاطمئنان من هناك.