IMLebanon

ميقاتي يبتعد عن “الحزب” ويتحدث بلغة معارضي الحرب

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

خلال استقباله امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في السراي الاربعاء، تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن “أولويات تجمعنا مع الكرسي الرسولي وتهدف الى حماية لبنان وشعبه وترسيخ الأمن والتعافي الاقتصادي، ومنها “السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وذلك من أجل وضع حد لأطماع اسرائيل التوسعية وبالتالي عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي”.

لبنان الرسمي على لسان رئيس حكومته انتقل اذا، بعد أشهر من فتح حزب الله جبهة الجنوب في 8 تشرين الماضي، من إبراز عجزه عن ضبط قرار الحرب والسلم واعتباره اولا، ومن موقفه الملتصق بموقف حزب الله لجهة تبنّيه منطق “استحالة وقف التطورات العسكرية جنوبا قبل ان تتوقف في غزة”، الى الحديث عن السعي “لمنع تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقا من الجنوب، وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة”.

هذا الكلام، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، كان يجب ان يصدر في 8 تشرين، وان يعلنه ميقاتي بصراحة ووضوح في مؤتمر صحافي، او بيان، يرفض فيه “لبنان الساحة” ويتمسك فيه بالقرارات الدولية. لكن مع الاسف، الامر لم يحصل حينها، وأتى بعد ان بات الجنوب ارضا منكوبة محروقة ومدمّرة.

وفق المصادر، التموضع الجديد هذا قد يكون استدعاه استعدادُ لبنان الرسمي لاستحقاق التمديد لليونيفيل جنوبا. فقد وجّه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب مساء الثلثاء، رسالة رسمية باسم الحكومة اللبنانية الى الامين العام للامم المتحدة يطلب فيها تمديد ولاية القوات الدولية، كما استقبل الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلّي على رأس طاقم دبلوماسي لبناني الاربعاء، وفدا فرنسيا مشتركا من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الفرنسيتين تحضيرا لاستحقاق التجديد الذي سيعرض على مجلس الامن الدولي خلال شهر آب المقبل حيث تضطلع فرنسا بمهام حاملة القلم لجهة صياغة مسودة مشروع القرار الدولي الخاص بتمديد الولاية.

وبيروت، بطبيعة الحال، لا يمكن ان تفوز في التمديد، بالصورة التي تريد، وبالشروط السابقة، اذا كانت ملتصقة بحزب الله ومتماهية معه حتى الذوبان، وفق المصادر. لذلك قد يكون ميقاتي اطلق الموقف الذي اطلقه الاربعاء.

لكن هنا، لا بد من التنويه، تضيف المصادر، بأن موقف ميقاتي هو تماما ما ينادي به المعارضون للحرب منذ 8 تشرين، وما تنادي به بكركي ايضا، وقد رد الحزب على هذا الرفض، بالتخوين والاتهامات بالعمالة وبمقاطعة بكركي.. فهل سيقاطع ميقاتي ايضا اليوم؟!