جاء في “الانباء الالكترونية”:
شكّلت زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين، جدليّة حول أسبابها ومضمونها، وحُمّلت أكثر ممّا هي عليه، فهي جاءت تلبية لدعوة “فرسان مالطا”، إلّا أنّ ذلك لم يَمنع من أنّ يطلّ الفاتيكان المهتمّ بالموضوع اللبناني على الواقع، ويحثّ مختلف الأفرقاء على ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت مُمكن.
ما هي حقيقة الزيارة؟ وهل تلقفّها الأفرقاء من أجل تلبيّة الرغبة الفاتكانيّة بالذهاب إلى إنتخاب رئيس؟
الوزير السابق وديع الخازن، والذي تربطه علاقات وثيقة بعاصمة الكثلكة والكرسي الرسولي في الفاتيكان، يوضح عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة، أن “أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بارولين جاء إلى لبنان تلبيّة لدعوة من قبل مؤسسة “فرسان مالطا”، وذلك من أجل المشاركة في نشاطات كنسية وإجتماعية”، مشيراً إلى أنّه “إلتقى بعض المسؤولين، من بينهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فضلاً عن بعض المرجعيات الروحية، حيث إطلع منهم على الواقع المسيحي الحقيقي ونظرتهم لمجريات الأحداث الداخليّة والمُحيطة، لا سيّما في جنوب لبنان”.
هذا ويشير الخازن إلى أنّ “بارولين حثّ جميع من إلتقاهم من مرجعيات سياسيّة لضرورة الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية وذلك لما لهذا الأمر من تداعيّات إيجابيّة على نفوس اللبنانيين مسيحيين ومسلمين”.
ويُشدّد الخازن في هذا الإطار، على أنّ “الفاتيكان يُعوّل على العيْش المشترك أو الواحد بين اللبنانيين. متمسّكاً بموقف قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني عندما وصف لبنان بوطن الرسالة”.
ويؤكّد أنّ “الكرسي الرسولي يسعى إلى المساعدة في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، دون التدخّل أو التأثير في عملية الإنتخاب، علماً أنّ رئيس الجمهورية اللبناني هو المسيحي الوحيد في الشرق”، مشيراً إلى أنّ “انتخاب الرئيس سيكون عاملاً إيجابياً في هذا الإطار”.
هل ستستمرّ المساعي الحاصلة من قِبل الفاتيكان؟، يشير الخازن إلى أنّ “الكرسي الرسولي يعوِّل على المساعدة في انتخاب الرئيس، من خلال تواصله مع كافة الدول المؤثرّة بالملفّ اللبناني، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، لا سيّما وأن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن هو كاثوليكي وتربطه علاقات وطيدة مع عاصمة الكثلكة، وبالتالي يستطيع أن يؤثر في هذا المجال”، موضحا أنّ “الواقع على المستوى الإقليمي، في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، يؤثر سلباً على الملفّ الرئاسي”.
وهنا يُذكّر الخازن في ختام حديثه، أنّ “السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا لم ولن يهدأ بتحرّكه من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد، شأنه شأن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي يُذكر في عظاته كل أحد بإتمام هذا الإستحقاق، ويشدِّد على ضرورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ إنتخاب الرئيس يُعيد الأمور إلى مجاريها”.