IMLebanon

تحرُّك لبناني لوقف دعوات المغادرة

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

اثارت بيانات الطلب من رعايا بعض الدول، تجنب زيارة لبنان في هذا الظرف، ودعوة الموجودين فيه لمغادرته على وجه السرعة، بذريعة تسارع التطورات المرتبطة، بالمواجهة العسكرية بين حزب الله وقوات الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية، وتصاعد التهديدات الإسرائيلية للقيام بحرب واسعة ضد الحزب في لبنان، بالتزامن مع بيانات تحذير مماثلة صدرت عن دول اخرى، استياءً رسمياً في لبنان، وكادت تتسبب بأزمة في العلاقات بين لبنان وهذه الدول، لولا لم يتم تداركها بسلسلة اتصالات، جرت خلال الساعات القليلة الماضية، على مستويات رفيعة، لايضاح مبررات هذه المواقف وأبعادها، والتفاهم على اصدار بيانات لاحقة، لتبديد المخاوف والتبعات التي تسببت بها.

وكشفت مصادر سياسية واكبت الاتصالات، التي اعقبت صدور بيانات التحذير الاخيرة ولاسيما البيان الصادر عن وزارة الخارجية الاردنية، عن اكثر من اتصال اجراه وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب مع نظيره الاردني ايمن الصفدي،  ابدى خلاله عتبه واستياءه من مضمون البيان الاردني، واعتبره بأنه لا يعبر عن الواقع ،ويزيد في حالة التوتر والضغط النفسي الناجمة عن التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بالحرب ضد حزب الله ولبنان، في حين لوحظ ان ألوزير الصفدي برر صدور بيان التحذير الاردني، بتطورات الاوضاع المتدهورة جنوبا، وتبادل الهجمات عبر الحدود اللبنانية الجنوبية، ومخاطر توسعها إلى حرب واسعة النطاق، تطال لبنان وتتسبب بخراب ودمار كبير ،في ظل غياب اي موقف واضح من الحكومة اللبنانية، أو تحرك ما، للجم التصعيد من قبل حزب الله ومنع تفاقم الاوضاع نحو الأسوأ، واكثر من ذلك، تُظهر بعض  المواقف النيابية تأييداً، لتحركات حزب الله على الحدود، ما يعني تبنياً ضمنياً لهجمات الحزب، التي تهدد بتوسعة نطاق الحرب الإسرائيلية على لبنان.

وتضيف المصادر انه تم التفاهم بين وزيري الخارجية اللبناني والاردني على صدور بيان عن وزارة الخارجية الاردنية، لتجاوز مؤثرات بيان التحذير الاردني، واعادة التأكيد على مواقف المملكة من مجريات المواجهة العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسبل حل النزاع المرتكزة على تطبيق القرار الدولي رقم ١٧٠١، والتأكيد على العلاقات الجيدة بين البلدين،وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والحرص على سيادته واستقلاله وسلامة اراضيه.

ولاحظت المصادر ان الاتصالات شملت ايضا اكثر من وزير خارجية البحرين، باعتبار بلاده رئيسة القمة العربية، وجرى الاتفاق على توسيع نطاق الاتصالات بين وزراء الخارجية العرب، للتباحث في امكانيه صدور بيان عن جامعة الدول العربية، لتبديد المخاوف والقلق الناجم عن بيانات التحذير العربية، والتأكيد على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ودعم سيادته واستقلاله ووحدة اراضيه.