كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تستمر اسرائيل في حملاتها التهويلية على لبنان سواء على لسان مسؤوليها الذين يهددون ويتوعدون بتدميره أو عبر بث الاشاعات والاخبار، آخرها ما نشرته إحدى صحفها المعروفة في مقال تحت عنوان” بدأ العد التنازلي للحرب بين اسرائيل وحزب الله”. ونقلت عمن أسمتهم مسؤولين كبارًا معلومات مفادها انه لم يعد امامهم اي خيار. إذ لأشهر عدة طلبت إسرائيل من “حزب الله” التراجع وإلّا سوف تضطر إلى إجبارهم على القيام بذلك. وبدلًا من حل هذه القضايا دبلوماسيا والسماح للاسرائيليين النازحين بالعودة الى مناطق الشمال قام حزب الله بتكثيف هجماته. ولهذا فإنّ إسرائيل ستفعل ما يجب عليها فعله بدعم دولي أو بدونه.
وفي السياق نفسه، نقلت عن مصادر مطلعة لم تسمها ان اسرائيل بعثت برسالة الى البيت الابيض قالت انها ستستخدم اسلحة لم تستخدمها من قبل مطلقًا. ولم تحدد طبيعتها للتعامل مع “حزب الله” في لبنان لحسم المعركة سريعًا وعدم الانجرار الى حرب طويلة. وأنّه إذا لن يرتدع “حزب الله” قريبًا لن يكون أمام تل أبيب خيار سوى التحرك العسكري في لبنان. واعتبرت أنّها لن تستطيع حسم الحرب في لبنان من دون استخدام أسلحة لم تستخدمها من قبل .
النائب التغييري ملحم خلف يقول لـ المركزية” في السياق أنّ واشنطن على دراية كاملة بالمواقف والتطلعات الاسرائيلية الرامية الى توفير عودة سكان المستوطنات الى منازلهم مهما كلف الأمر. لكنها في الوقت نفسه تتهيب ظروف المعركة مع حزب الله ليس لفتح جبهة مع لبنان ولكن لاحتمال تطورها الى حرب اقليمية واسعة في وقت تخوض هي حربا مع روسيا في اوكرانيا وتواجه في الوقت نفسه الحلف المتوسع ما بين روسيا والصين واليابان وتايوان والمتدحرج نحو تشكيل قوة ردع ومواجهة عسكرية واقتصادية. إضافة فإنّ واشنطن تعلم أنّ توجيه أي ضربة لـ”حزب الله” وتاليًا لبنان ستجر إلى تدخل إيران ومحور الممانعة بكامله.
أمّا بشأن القول بقيام إسرائيل بعملية خاطفة في لبنان للقضاء على قدرات “حزب الله”. السؤال هل تحسب تل ابيب ذلك نزهة، فقد مضىت ثمانية اشهر على الحرب وها هي لا تزال تتخبط في وحول غزة والقطاع . كيف سيكون الحال مع لبنان اذا ما تجرأت على ضربه. علما انها لم تقصر في استهدافها لمراكز حزب الله وقياداته وما النتيجة التي حققتها. خلاصته أنّ العالم بأسره يغلي والكلمة اليوم للميدان لا للعقلاء والحكماء لذا الخوف يكبر من نشوب حرب عالمية، خصوصًا وأنّ الظروف الاقتصادية السيئة تستدعي ذلك على ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية. لبنان للأسف وسط كل هذه المخاوف متروك لقدره.