ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
وقال عودة إنه “إذا كان ربنا وخالقنا يحترم حريتنا ويترك لنا الخيار في قبول نعمته أو رفضها، فما بال الإنسان يتحكم بأخيه الإنسان، ويفرض عليه رأيه ونمط عيشه وطريقة تفكيره، رافضا احترام حرية أخيه والقبول باختلافه عنه في الرأي والموقف؟ لو شاء ربنا لخلقنا متشابهين، لكنه وزع مواهبه والوزنات بحسب طاقة كل منا. إن التنوع مصدر غنى للجميع ويفتح مجال التبادل والتعلم، وما علينا إلا قبول عطايا الله”.
وأضاف: “فيما نعيد اليوم لجميع القديسين الذين هم ثمر عمل الروح القدس في العالم، علينا أن نتذكر أن ثمر الروح القدس هو «محبة، فرح، سلام، طول أناة، صلاح، إيمان، وداعة وتعفف» (غلا 5: 22). لذا، نعلن إيماننا بالرب خالق السماء والأرض، وبمخلصنا يسوع المسيح، إله السلام، وبروحه القدوس المعزي الذي يقودنا في طريق الإيمان والمحبة والوداعة والفرح والصلاح والتعفف، ونرفع الصلاة من أجل السلام في العالم أجمع، وفي الجنوب اللبناني وغزة الجريحة بشكل خاص. نصلي لكي يبسط الله سلامه الذي من العلى على منطقتنا، وعلى بلدنا، ويبعد عن شعبه شبح الحرب وويلاتها، ويمنح أبناءه المحبة والفرح والسلام والإستقرار.
وأشار إلى أن “ما يحصل يوميا من عنف وتدمير ووحشية قل مثيلها في الأرض التي ولد فيها الرب يسوع وتألم وقام من بين الأموات، يندى له الجبين. قتل وتنكيل بالأطفال والشيوخ والنساء، صور ظننا أنها من العصور البائدة لكنها تتكرر أمام أعين العالم منذ أشهر وما من حل في الأفق. وحدها الصلاة بقلوب نقية تستطيع أن تخرج منطقتنا من أتون النار ووحشية البشر، لأن حكام الأرض لا يأبهون إلا لمصالحهم ومراكزهم، أما الشعوب المستضعفة فليس لها إلا الله والأمل بأن يصحو البشر على إنسانيتهم ويسمعوا صراخ ضمائرهم”.
وختم: “في أحد جميع القديسين نحن مدعوون إلى القداسة والسير في طريق من سبقونا. نسمع في كل قداس إلهي الكاهن يقول: «القدسات للقديسين» عسانا نستجيب لعمل الروح القدس ونثمر محبة وإيمانا وسلاما وصلاحا ووداعة وطول أناة. الجميع مدعو إلى القداسة، من دون استثناء، فلبوا الدعوة بلا إبطاء”.