IMLebanon

“الدولة” في الجنوب.. والعين إلى لقاء باريس

جاء في “الانباء الالكترونية”:

فوق قساوة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وتحديدًا على الجنوب، حيث يقاوم أهله عدوان الاحتلال ويقدمون التضحيات، جاءت أمس زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير التربية عباس الحلبي الى الجنوب لتشكل رسالة-  ولو بالشكل-  أن الدولة حاضرة في الجنوب، إلى جانب الجنوبيين من جهة، وتمسكاً برسالة العلم والتربية في مواجهة الوحشية الإسرائيلية. وإذا كان الجنوب كما مختلف المناطق بحاجة لحضور الدولة بشكل دائم، فإن بنيان الدولة لن يعود إلى الاكتمال بدون إتمام الاستحقاق الرئاسي وإعادة تدعيم المؤسسات وإطلاق الإصلاحات والاجراءات المطلوبة للتعافي الاقتصادي، بموازاة العمل لتحصين لبنان بمواجهة العدو الإسرائيلي.

كما حملت زيارة ميقاتي الى مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش رسالة دعم للمؤسسة العسكرية، إلى جانب تأكيده “أننا دائما دعاة سلم وخيارنا خيار السلام وتطبيق القرار 1701، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وأن يطبق الجميع القرار الدولي رقم 2735”.

لكن الإعتداءات الإسرائيلية تواصلت، تارة بغارات الطيران وتارة أخرى بالقصف المدفعي. وقد رأت مصادر متابعة للتطورات الأمنية في الجنوب لجريدة “الأنباء” الإلكترونية بأن الوضع “ينذر بالانزلاق نحو الأسوأ بغياب الضغط الدولي لردع إسرائيل عن الاستمرار باعتداءاتها”، وأشارت الى أن “استمرار اسرائيل بتدمير القرى الحدودية وبإحراق البساتين وكروم الزيتون يهدف الى تهجير سكان هذه القرى ومنعهم من العودة إليها في المستقبل القريب،  وهو من أصعب أنواع الحروب التي تؤدي الى سلخ المواطنين أرضهم”.

وفي الشأن السياسي لفتت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الالكترونية إلى إعادة تحريك الملف الرئاسي من خلال الاتصالات التي أجراها أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مع القوى السياسية ومساعد الامين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي. واعتبرت ان تأكيد السفير السعودي وليد البخاري على مواصلة اللجنة الخماسية عملها هو مؤشر إيجابي لإعادة تحريك الملف الرئاسي والبحث عن صيغة جديدة ومقبولة لإنهاء الشغور الرئاسي.

المصادر لم تستبعد امكانية اشراك ايران في المساعي الهادفة لانتخاب رئيس جمهورية والذهاب الى الخيار الثالث، لأن ايران قادرة ان تضغط لتسهيل الحل.

في المواقف اعتبر النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “الحرب في الجنوب طويلة، وأن موضوع توسيعها إلى حرب شاملة كان وارداً من خلال المواجهات العنيفة التي جرت في الأيام الماضية”، متحدثاً عن “رسائل وصلت الى الاطراف المتحاربة بضرورة ابقاء المواجهات ضمن قواعد الاشتباك لأن لا مصلحة لأحد بتوسيع الحرب لأنها قد تشمل كل المنطقة ومن الضروري خفض منسوب الانزلاق إلى حرب شاملة. لكن هذه الحرب لن تضع أوزارها قريباً باعتبارها أحد مندرجات عناوين انتخابات الرئاسة الأميركية”.

وفي الملف الرئاسي، اعتبر درويش أن “اللجنة الخماسية، ولو لم تصل الى نتائج مقبولة، فهي مستمرة بعملها، وقد يكون هناك تقاطعات مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان”، معتبراً أن “هذا الثلاثي معني بالملف الرئاسي، وهناك تقاطعات في ما بينهم لتخفيف التوتر في الجنوب والمساعدة على انتخاب رئيس جمهورية لأنه لا يمكن الاستمرار بالشغور الرئاسي”.

على أي حال تترقب الأوساط زيارة هوكشتاين إلى باريس الأسبوع المقبل للقاء لودريان بهدف التنسيق ومحاولة التوصل إلى رؤية موحدة بشأن الوضع في الجنوب والعمل على خفض التصعيد.