IMLebanon

“لا نملك ثمن تزفيت طريق”… وإعادة الإعمار؟

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

يبدو السباق على أشده بين الساعين لتوسيع دائرة الحرب والعاملين على خط التهدئة. ففيما يتقلى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالات خارجية تبدي استعدادا لمنع تدهور الوضع في الجنوب، تكثفت التحضيرات الاسرائيلية لشن حرب على لبنان على ما عكسته جولة وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن الاخيرة على نظرائه من عرب واسرائيليين. ووفقا لما نقل عن بلينكن انه ابلغ احد نظرائه العرب ان اسرائيل عازمة على التوغل في لبنان، في حرب خاطفة، ردا على ما سمعه من ان حزب الله ابلغ الوسطاء العرب والاجانب انه لن يوقف عمليات المساندة قبل وقف الحرب في غزة. الا ان الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيري قال: لا نريد رؤية اي توسع للحرب في الشمال ونتابع بجدية التوتر بين حزب الله واسرائيل.

بدورها، اعلنت الخارجية الاميركية انها اوضحت للاسرائيليين رغبتها في حل دبلوماسي للصراع الحالي ولا تريد رؤية تصعيد على حدود اسرائيل ولبنان.

عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب نزيه متى يعتبر عبر”المركزية” ان حزب الله يبدو وكأنه يريد الحرب الشاملة من خلال الشروط التي يضعها لعودة الهدوء على الحدود ما بين لبنان واسرائيل. يتصرف كالمنتصر في عملية المساندة لغزة وأهلها، في وقت لم يبق بشر ولا حجر في هذه الرقعة من فلسطين التي عاثت فيها اسرائيل قتلا وتدميرا. صحيح انه تمكن من تهجير الشمال الإسرائيلي، لكن في المقابل دمرت قرى الجنوب اسوة بغزة، والخوف يكبر من عدم لحظنا في عملية الاعمار الدولية التي لا بد ان تشمل غزة في وقت لبنان منهك بالكامل ولا يملك بدل تزفيت طريق.

ويتابع: عود على بدء لجهة تطبيق القرار 1701 والانسحاب المتوازن لبضعة كيلومترات عن الحدود الجنوبية هو جل ما يحمله العالم الينا ويسعون الى تسويقه لدى تل ابيب. ألم يكن تجنب هذه الحرب افضل للبنان وحتى لحزب الله. اليوم اميركا كما العالم اجمع لا تريد توسع الحرب وهي من جهة على ابواب انتخابات رئاسية خوفا من ارتداداتها السلبية على الادارة الراهنة التي تطمح للتجديد، ومن جهة ثانية حرصا على مفاوضاتها مع ايران القادرة على تحريك ادواتها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان بما يشكل ضغطا عسكريا وشعبيا يهدد مصالحها في الشرق الاوسط والخليج، وهو ايضا ما لا تريده راهنا في ظل الحرب الروسية – الاوكرانية والتحالفات العسكرية والاقتصادية التي تتشكل في مواجهتها على خط روسيا، ايران، الصين واليابان وأخيرا كوريا الشمالية.