كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
اعلن القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري امس، ان “على إسرائيل أن تدرك عجزها عن إعادة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين الأول وأن الجرائم والقتل لن يعوضا هزيمتها الاستراتيجية”. واكد الدبلوماسي الايراني ان “المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء”. وقال لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان: المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد للرد على تهديدات إسرائيل.
وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، اشارت في بيان في نهاية الاسبوع الى انه “رغم أن إيران تعتبر الدعاية التي يبثها النظام الصهيوني حول اعتزامه مهاجمة لبنان، حرباً نفسية، فإنها إذا شرعت في شن عدوان عسكري واسع النطاق، فإن حرباً طاحنة سوف تترتب على ذلك. وجميع الخيارات واردة بما فيها المشاركة الكاملة لجميع جبهات المقاومة، وهذه المشاركة مطروحة على الطاولة”.
ايران اذا، ترفع السقف في وجه اسرائيل الا انها لا تفعل ذلك بسواعدها، بل بسواعد حزب الله اولا، وأذرعها في المنطقة ايضا، فهي تلوّح بان كل فصائل المقاومة ستتدخل اذا استُهدف حزب الله، لكنها لا تقول انها ستتدخل مباشرة في هذه المواجهة اذا حصلت. هذه ملاحظة اولى على تصريحات المسؤولين الايرانيين، بحسب ما تقول مصادر سياسية لـ”المركزية”، لكن ما يجب التوقف عنده هو ان تهديدات الجمهورية الاسلامية هذه، لا يمكن أخذها على محمل الجد او الرهان عليها.
فاذا كان حزب الله يعتبر انه يتّكئ على محور واسع سيهبّ لنصرته اذا قامت تل ابيب بمهاجمته، وهو ما تحدث عنه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، فإن لا بد من التذكير بأن “حماس”، عندما شنّت عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول الماضي، كانت تراهن ايضا، على ان أذرع المحور الممانع كلّها ستتحرّك سريعا، لمساعدتها وتسديد ضربة قاضية للكيان العبري.
لكن ما حصل، هو العكس تماما. فايران تنصّلت من الهجوم ومن حماس، واكتفى نظراء حماس من الفصائل “الممانعة”، بعملية إشغال وإسناد، لا اكثر ولا اقل، وتفرّجت على غزة يتم تدميرها وتهجير اهلها، ولم تصعّد من وتيرة عملياتها عندما رأت حجم الوحشية الاسرائيلية، بل بقيت عملياها محدودة ولم تتخط سقف “الإشغال” والاسناد.
عليه، تقول المصادر ان الحماية الفعلية للبنان، ليست بالاتكال على ايران او الفصائل او على قوة حزب الله وترسانته، بل بالتطبيق الحقيقي للـ1701 وبتسليم الحدود للجيش اللبناني.