كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:
بدأت الأمور تسلك طريقها الإيجابي على خط بكركي – الضاحية الجنوبية، بعد زيارة رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم إلى إدارة المجلس الشيعي الأعلى، ولقائه برئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، فيما علم أن التواصل مع حزب الله بات قريباً، ما يعني الأمور تتجه نحو الإيجابية، في حين ثمة من إلتقى برئيس مجلس النواب نبيه بري، من المقرّبين من بكركي، وفق معلومات موثوقة، على خلفية طي صفحة الخلافات، وكان اللقاء مثمراً.
إذ أكد موفد برّي على ثوابت العلاقة مع الصرح البطريركي، وأن الأمور يجب أن تسلك طريقها كما كانت، لذلك هناك ترتيبات للأوضاع، خصوصاً بعد زيارة أمين سرّ دولة الفاتيكان بيترو بارولين الذي شدّد على التعايش المسيحي – الإسلامي، ولم يدخل في تفاصيل ما جرى بين بكركي والمجلس الشيعي الأعلى، خلال اللقاء الذي جمعه إلى قيادات روحية بدعوة من سيد الصرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
لكن أمين دولة الفاتيكان أشار إلى هذه الثوابت الوطنية بين المرجعيات الروحية اللبنانية، ما ينعكس إيجاباً على المسار الوطني العام، لذلك، الأوضاع أخذت طريقها الصحيح، إنما هناك تباينات في المواقف حول رئاسة الجمهورية وسواها، يعمل على تذليلها، ويجب أن لا تتخطى المواقف السقف المرسوم لها، ما يشكّل حالة احتقان سياسي، الجميع بغنى عنها.
على خط موازٍ، كشفت مصادر سياسية أن هذا الأسبوع سيشهد تحركات لسفراء اللجنة الخماسية، وخصوصاً بعد عودة السفيرة الأميركية ليزا جونسون إلى بيروت من واشنطن، والأمر عينه للسفير السعودي وليد بخاري من الرياض، وزيارته لدار الفتوى، وثمة توقعات بأن يتم تفعيل دور الخماسية في الأيام القليلة المقبلة، فيما الإستحقاق الرئاسي موضع متابعة بين باريس والفاتيكان، تحديداً ان زيارة بارولين إلى لبنان استقطبت باهتمام لافت على صعيد الإستحقاق الرئاسي، إذ تشدّد الفاتيكان على ضرورة إنتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن، ولهذه الغاية، فالمعلومات تشير إلى أنه بحث هذا الوضع بعمق وبصراحة، من خلال نقاش مستفيض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وشدّد عليه بأن يفتح أبواب المجلس، ويأتي أي رئيس، إنما يجب أن ينتخب في وقت قريب، لا سيما أن الأجواء في المنطقة صعبة وقاسية، وبالتالي، ليس هناك من مرشح للفاتيكان، وهو على مسافة واحدة من كل الأطراف دون استثناء، لذا زيارة أمن سر دولة الفاتيكان والعودة المرتقبة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان، فكل ذلك يسهّل عملية انتخاب الرئيس، إذا كان هناك قرار أميركي حاسم بضرورة تمرير الإستحقاق وفصله عن حرب غزة والجنوب، والوضع السياسي الداخلي ليس معقّداً بقدر الوضع الميداني، وهذا أيضاً يقبل به حزب الله، أي لا يربط انتخاب الرئيس بحرب الجنوب وغزة، إنما يتمسّك بمرشحه سليمان فرنجية، لكن النقاش مفتوح على كل الاحتمالات إذا سارت الأمور على ما يرام في الأسابيع المقبلة، وإلّا ثمة صعوبة لإنتخاب الرئيس العام المقبل مما يترك تداعيات سلبية على كافة المستويات إذا بقي الشغور الرئاسي، فيما المبادرات الأخرى ستتحرك في وقت ليس ببعيد لهذه الغاية، واللقاءات مع رؤساء كتل كل الأطراف السياسية من قبل المعنيين بهذه الوساطات.