كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في تطورات سياسية لافتة ومتسارعة، وبعد أن أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، عقب زيارته إلى بيروت، أن “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية”، تراجع عن هذا التصريح. فقد أوضح مساء الاثنين، أن تصريحات له في الموضوع قد فسرت في غير سياقها الصحيح، مشيراً إلى أن “هذا لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف الحزب ليس فقط داخليا وإنما إقليمياً أيضاً”.
وبيّن الدبلوماسي العربي أن “قرارات الجامعة العربية ذات الصلة وأهمها القرار الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب الذي ينص في إحدى فقراته على الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية بما في ذلك إلى أي ميليشيات أو مجموعات مسلحة غير نظامية، هو قرار معتمد بإجماع الدول الأعضاء”.
بدوره، أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأمانة العامة “تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات”. وأضاف أن التكليف الصادر للأمين العام المساعد السفير حسام زكي بزيارة لبنان موفداً شخصياً لي للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية.
لم تستغرب مصادر دبلوماسية هذا التصويب. بل ما استغربته كانت المواقف التي اطلقها زكي السبت الماضي من بيروت وقال فيها ان “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية”، مشيرا الى أن “القرارات السابقة للجامعة تضمنت وصف حزب الله بالإرهابي، مما أدى إلى قطع التواصل معه”، ولافتا إلى “توافق الدول الأعضاء على عدم استخدام هذه الصيغة، مما أتاح إمكانية التواصل مع الحزب”، ومؤكدا أن “جامعة الدول العربية لا تملك قوائم إرهابية رسمية، وأن جهودها لا تتضمن تصنيف كيانات كمنظمات إرهابية”. وبحسب ما تقول المصادر لـ”المركزية”، فإن العلاقات بين الدول الخليجية والعربية عموما، بقيادة السعودية، مع ايران، تحسّنت منذ اتفاق بكين الذي وُقّع بين الرياض وطهران، غير ان هذا التحسن ارسى نهج حوار وتواصل من اجل حل المشاكل والخلافات بين المحورين في المنطقة، ولم يلغ هذه المشاكل ابدا. وأهمّ هذه المشاكل، تتابع المصادر، تدخّل الاذرع الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتعكير امنها، أكان عبر تصدير الممنوعات وابرزها الكبتاغون اليها، او عبر خلق خلايا لزعزعة امن الانظمة فيها، كزرع خلية “العبدلي” في الكويت، وقد كان لحزب الله دور مباشر في هذه المسائل الملتهبة، ناهيك بانتقاد امينه العام السيد حسن نصرالله الدائم للقادة العرب والخليجيين واتهامهم بالتخاذل وحتى بالعمالة لاسرائيل.
فهل حُلّت هذه المشاكل اليوم؟ كلا، تجيب المصادر، هي حاليا محط حوار بين العرب وايران وحزب الله حيث يضع الخليجيون وأهل “الجامعة” سلوك حزب الله تحت المجهر ويراقبون ممارساته على الساحة الاقليمية وايضا اللبنانية… وبعد فترة زمنية ما، سيتم الحكم على اداء الحزب، فإما فعلا يعدلون عن تصنيفه ارهابيا، او يبقى كذلك في نظرهم.
انطلاقا من هنا، يمكن القول ان زكي تسرّع في موقفه وأخطأ في الخانة التي وضع فيها تواصَله مع حزب الله. ذلك ان هذا اللقاء هو في اطار الانفتاح العربي – الخليجي على ايران وفصائلها، لكنه ليس لاعطاء صك براءة مبكر للحزب، ما اضطُر الجامعة وامينها العام وايضا زكي، الى تصحيح ما قاله ووضعه في اطاره الصحيح، وحسنا فعل، تختم المصادر.