IMLebanon

أطراف الحرب “يلعبون على المكشوف”!

كتب وسام أبو حرفوش في “الراي الكويتية”:

«على المكشوف» بات أطرافُ حربِ غزة وأخواتها، ولا سيما على جبهة جنوب لبنان، يلعبون في الميدان المشتعل منذ 7 أكتوبر الماضي كما في الأروقة الديبلوماسية حيث تدار بأقصى قوة محركاتُ منْع الانزلاق نحو مواجهة شاملة تتطاير تَشظياتُها في الإقليم بصراعاته «النائمة»، وبعضها ذات امتداد دولي وتَظهّرتْ مَخاطره أكثر بعد «طوفان الأقصى» والارتسام الأول من نوعه «على الأرض» لقوس النفوذ الإيراني و«وحدة ساحاته».

ورغم «انكشاف الأوراق»، وبعضُها لزوم «الحرب النفسية» وبعضُها الآخَر تُمْليه ضروراتُ التحسّبِ لأسوأ السيناريوات، فإنّ «دومينو الدمار» المتبادَل الذي سيُطْلِقُه سقوطُ أول حَجَرٍ في إطار حربٍ شاملةٍ مع «حزب الله» تشنّها إسرائيل وإمكان تحوُّلها «جاذبةَ صواعق» إقليمية – دولية لا يُسقِط بأي حال احتمالات الوقوع في المحظور، وإن كانت تقديراتٌ تشير إلى أن سقفَه الأعلى محكومٌ بعدم حرق «مراكب العودة» السريعة إلى تهدئة بأقلّ الأضرار.

ولم يكن عابِراً أن يشهدَ «مثلث»، إسرائيل وإيران (ومعها حزب الله) والولايات المتحدة، «خلْعاً للقفازات»، في إطار ما بدا «رسائل» لم تَعُد تحتاج إلى «تشفير» بأنّ «الكل يعرف الكل» «والكل يَفهم على الكل» لجهة القدرات كما الخطوط الحمر، وأن ما ستشهده الأيام المقبلة قد يكون «الخرطوشة الديبلوماسية» الأخيرة قبل محاولة استيلاد «قيصري» لحلّ صارت جبهة جنوب لبنان عنوانه الرئيسي الذي يُدار على أساسه كل مسار حرب غزة.

فإسرائيل التي تستعدّ لإعلانِ المرحلة الثالثة من الحرب على غزة وخفْض وتيرتها على قاعدة أن «التهدئة مع حماس يمكن أن تسهّل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله»، لم تتوانَ عن التأكيد بلسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن «لا وقفَ للحرب (في القطاع) حتى تحقيق جميع الأهداف المعلنة».

والولايات المتحدة المنخرطة في وساطة بين لبنان وإسرائيل خاطبتْ إيران على طريقة «نعرف سقفَك عن ظهْر قلب»، وتعمّدتْ عبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ليس فقط تأكيد المؤكد لجهة مقاربتها حرب غزة من زواية «ضرورة وقف إطلاق النار في القطاع لما سيترتب عليه من تعزيز الجهود الديبلوماسية لمنع اتساع رقعة الحرب خصوصاً في شمال إسرائيل»، بل فنّدت خلفيات اقتناعها بأن «حزب الله» وطهران لا يريدان الحرب الواسعة.