IMLebanon

مصير الجنوب رهن قرار حماس؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

عشية لقاء المبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان والموفد الاميركي اموس هوكشتاين في باريس الاربعاء، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلثاء، على “الضرورة المطلقة لمنع اشتعال الوضع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان”. وجاء في بيان لقصر الإليزيه أن ماكرون “أعرب مجددا عن قلقه إزاء تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على طول الخط الأزرق”. وأضاف البيان أن ماكرون “شدد على الأهمية المطلقة لمنع اشتعال للوضع من شأنه أن يلحق ضررا بمصالح كل من لبنان وإسرائيل، وأن يشكل تطورا خطيرا بشكل خاص على الاستقرار الإقليمي”. ودعا ماكرون نتنياهو وفق البيان إلى “عدم إطلاق عملية جديدة قرب خان يونس ورفح في قطاع غزة”.

يأتي هذا الاتصال كجزء من حركة دولية عربية – غربية واسعة النطاق، تضع الحدود اللبنانية الاسرائيلية عنوانا لها، حيث تسلّقت سلّم الاولويات الخارجية لتتربّع على رأسها، خاصة بعد ان بات الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، والذي يعني عمليا توقّف الحرب بصورتها الشاملة الموسّعة، على لياليه، ومسألة ايام قليلة وبضعة اسابيع كحد أقصى.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، فان الاهتمام الفرنسي – الاميركي بالوضع بين حزب الله واسرائيل، دخل على خطه ايضا اكثر من لاعب، ومنهم بريطانيا وايضا ألمانيا التي زارت وزيرة خارجيتها بيروت وتل ابيب، قبل ان يزور وفد استخباراتي الماني لبنان ايضا حيث اجرى محادثات مباشرة مع حزب الله ممثلا بنائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم.

الى ذلك، تشير المصادر الى ان القطريين ليسوا بعيدين من الملف العسكري الحدودي، وهم يتابعونه منذ 7 تشرين وقد يرسلون في الساعات المقبلة وفدا استخباراتيا سياسيا الى بيروت في الايام المقبلة، شأنهم شأن المصريين الذين قد يخطون الخطوة ذاتها.

ووفق المصادر، هذه القوى كلها، تتواصل مع الاسرائيليين وايضا حزب الله، وتلعب دور الاطفائي، الضاغِط لوقف الحرب ولمنع توسّعها. وهي تضع نصب أعينها هدفا واحدا – وإن كانت لا تنسّق بالمباشر جهودَها مع بعضها البعض كما هو الحال بين الفرنسيين والاميركيين – وهو: انسحاب المرحلة الثالثة في غزة  – وان كانت لا تشمل وقفا نهائيا للنار – على جبهة الجنوب، ومنع انتقال آلة الحرب الاسرائيلية بوحشيتها وجبروتها، مِن القطاع الى لبنان، وإعداد الارضية لتسوية حدودية تتيح اعادة الاستقرار اليها وعودة النازحين من الجنوب اللبناني ومن الشمال الاسرائيلي، الى بيوتهم واراضيهم.

الوسطاء يضعون ثقلهم لتحقيق هذا المخطط، فهل يلقون آذانا صاغية في اسرائيل وايضا في لبنان، غداة اعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه “مُطمئن للأيام المقبلة بأننا سنصل إلى حل”؟ ام ان لا وقف للإشغال من قِبل حزب الله قبل ضوء اخضر من حماس، كما ابلغ الحزب مَن زاروه من دبلوماسيين اجانب؟