IMLebanon

طالما “انتصرت حماس”.. لماذا لا تتوقف جبهة الجنوب؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

هل اقتربت المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، التي تشمل وقف العمليات العسكرية وحصرها بضربات محدودة وموضعية؟ كل المعطيات تشير الى ذلك. المحور الممانع بدأ يحتفي بهذا التطور. في الساعات الماضية، لفت رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النّائب محمد رعد، إلى أنّه “إذا كان العدو قد وصل في هذه الآونة إلى الادّعاء والتّباهي الفارغ والمخادع بأنّه سينتقل بعد أسابيع إلى المرحلة الثّالثة، الّتي تعني الإنكفاء عن غزة والخروج من بين التجمّعات السكنيّة فيها والبقاء على محاصرتها، ووقف العمليّات من جانب واحد، فأنا أقول لكم هذا إعلانٌ رسميٌّ مُموّه للفشل الذّريع الّذي وصل إليه العدوّ في تحقيق أهدافه”. وشدّد، خلال حفل تكريمي أقامه “حزب الله” لعنصره مصطفى حسن ياسين، في حسينيّة بلدة كفرتبنيت، على أنّ “حقيقة العدو وفشله وعجزه انكشفت، وبدل أن تُعزَل المقاومة أصبحت ظاهرة تستقطب مؤيّدين ومجاهدين في صفوفها، وباتت تُعبّر عن ضمير الملايين من شعوب عالمنا المستضعف”. وأكّد رعد أنّ “قضيّة فلسطين أصبحت القضيّة الأولى، ومحلّ الاهتمام في المنتديات الدّوليّة والشّعبيّة على امتداد كلّ العالم”، مبيّنًا أنّ “الإسرائيلي أصبح منبوذًا حتّى ممّن كانوا يؤيّدونه سابقًا”. ولفت إلى أنّ “رعاة العدو الصّهيوني سيأتون لتمويه فشل العدوّ بصفة انتصار، وأنّ مُنتهى مشروع العدو هو الفشل والخيبة والإحباط والمزيد من الكذب”.

انطلاقا من هذا الكلام الواضح الذي قاله رعد واعلن فيه ان المرحلة الثالثة، تعني خسارة الجيش الاسرائيلي، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” عما اذا كان هذا المستجد، اي انتقال تل ابيب الى نقطة وقف القتال الموسّع، سيعني ايضا وقف القتال عبر الجبهة الجنوبية.

فوفق المصادر، رعد نفسه اعتبر ان موقفا اسرائيليا كهذا، يعني ان اسرائيل خسرت وان المقاومة في الاراضي المحتلة انتصرت. في الواقع، هذه هي الحقيقة، تتابع المصادر، تل ابيب لم تحقق ايا من اهدافها منذ 7 تشرين: لم تُنه حماس ولم تحرر رهائنها واسرها من قبضة الحركة. لكن ما يهمّنا هو لبنان والوضع في الجنوب:

حتى الساعة، وبحسب ما تدل عليه تصريحات مسؤولي الحزب وعلى رأسهم رجله الثاني نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم، ايُ وقفٍ “ضبابي” وغير نهائي للقتال، لا يلزم الحزب بوقف عمليات “الاشغال” والاسناد..

عليه السؤال الذي يفرض نفسه هو “لماذا يُبقي الحزب رأسَ لبنان تحت المقصلة طالما ان حليفته حماس، في رأيه هو، انتصرت، وطالما اسرائيل هُزمت؟ وهل مِن الحكمة الاستمرار في تعريض لبنان واللبنانيين لخطر تنفيذ اسرائيل تهديدها بالانتقال من غزة الى لبنان؟ وأليس من الافضل، بما ان حماس انتصرت، ان يكتفي الحزب بهذا القدر من “الإلهاء” والإسناد؟ ام يجب ان يبقى لبنان يُحرق وأهله يموتون؟ طالما كوادر حماس في الاراضي المحتلة، يموتون؟