كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يلتقي العاملون على خط التهدئة في جنوب لبنان على اعتبار التصعيد الذي يمارسه “الحزب” لا يخدم الجهود الرامية إلى حلّ سياسي بل من شأنه أن يفاقم الأمور. ووفق المعلومات إنّ مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى عرب وأوروبيين أجروا في الآونة الاخيرة سلسلة لقاءات مع مستويات لبنانية سياسية وغير سياسية تمحورت حول مستجدات الوضع على الحدود الجنوبية وخصوصًا مع تصاعد حدة العمليات العسكرية والقصف العنيف المتبادل بين “الحزب” والقوات الاسرائيلية وارتفاع وتيرة التهديدات بعمل عسكري اسرائيلي واسع ضدّ لبنان شدّدوا على ضرورة إبقاء الوضع على الجبهة الجنوبية تحت سقف مواجهات منخفضة الحدة. وحذروا من أنّ رفع سقف المواجهات إلى وتيرة عالية من التصعيد من شأنه أن يخرج الأمور عن السيطرة ويحبط الجهود الرامية الى خفض التصعيد كمقدمة لبلورة حل سياسي يؤدي إلى وقف نهائي لاطلاق النار، سيما وأنّ الوضع كما يروه لا يبعث على الاطمئنان خصوصًا وأنّه مع التصعيد المتواصل من الجانبين بات أكثر قربًا من السقوط في صراع واسع لا مصلحة لأي من الأطراف فيه لأنّه يضع المنطقة أمام منزلقات ومخاطر كبرى يستحيل تقديرحجمها ان خرجت الأمور عن السيطرة وهو ما يوجب قدرًا عاليًا من ضبط النفس. وأكّدوا أنّهم أبلغوا ذلك إلى الجانب الإسرائيلي وهو ما يريدونه من الجانب اللبناني الذي في إمكانه منع “الحزب” من القيام بأي مغامرة عسكرية تتسبب باشعال حرب واسعة.
النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ “المركزية” في الموضوع، “لقد تأكّد للقاصي والداني أنّ “حزب الله” يأتمر بأوامر إيرانية ويعتقد بولاية الفقيه. لذا طهران لن تعمل على تسهيل الوصول الى وقف للنار في غزة ولبنان قبل الاعتراف الاميركي والغربي بحصة ودور اكبر لها في المنطقة وقبل ان تستعيد كامل مقدراتها السياسية والمالية التي تمكّنها من إعادة ما تدمر لدى مختلف قوى الممانعة سواء في اليمن ام في العراق او جنوب لبنان . من هنا كان ربط الساحات مقولة ايرانية اثر اندلاع عملية طوفان الاقصى انطلاقا من ايمانها بعودة المهدي المنتظر ومسيرته المرتكزة الى الايمان والتحلي بالصبر وحتى التضحية بالنفس”.
وردًا على سؤال قال إنّ “غالبية قوى الممانعة تنطلق في مبادئها من الورائيات المؤمنة بالانتصار على الآخر شريطة اتباع مسيرة المهدي المستبعدة لكل الحقوق العامة من انسانية ووطنية. من هنا “حزب الله” وكلّ التنظيمات والقوى المرتبطة بإيران لا تؤمن بمبادئ الشراكة والعيش المشترك والسيرة الوطنية. في اعتقادهم أنّ انتصار مسيرة المهدي تتخطى عمليات القتل وتدمير الأوطان سواء كان ذلك لبنان أم سوريا والعراق. ما يعملون راهنًا للتحضير للمعركة الكبرى والحرب الشاملة مع قوى الشرّ ان لم يكن اليوم فسيكون غدًا في رأيهم تحقيقًا للانتصار”.