كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الاوسط”:
تراجعت المواجهات على جبهة الجنوب بشكل ملحوظ، الجمعة، بعد يوم تصعيدي غير مسبوق، إثر اغتيال القيادي في «حزب الله» نعمة ناصر، الذي أدى إلى تكثيف عمليات الحزب انتقاماً وتنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات.
وتعكس عودة الهدوء الحذر إلى الجبهة، وفق خبراء القرار الإيراني عدم الانزلاق إلى الحرب، وهو يأتي ضمن سياق الاستراتيجية التي يتّبعها الحزب بعد كل عملية اغتيال تطال عناصر أو قياديين له بحيث يأتي الرد بحسب مستوى الشخصية، لكن ضمن إطار قواعد الاشتباك بخسائر محدودة في الجانب الآخر لا تعطي الذريعة لإسرائيل بتوسيع الحرب.
وهذا الأمر يتحدث عنه رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيجما» رياض قهوجي، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) وضع نفسه في مأزق حين فتح جبهة الجنوب ضمن استراتيجية وحدة الساحات التي وضعتها إيران وربط وقف إطلاق النار في هذه الجبهة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث لا تريد الحكومة الإسرائيلية وقف الحرب لأسباب خاصة برئيسها، وبالتالي الحرب التي ستدخل الشهر العاشر في لبنان ستبقى مستمرة إلى حين التوصل إلى اتفاق في غزة». ويضيف: «الحزب لا يريد الدخول في حرب كبيرة بناءً على القرار الإيراني، وهو بالتالي محكوم بقواعد اشتباك مدروسة وضعها لنفسه، في حين أن الإسرائيلي لا يتقيد بقواعد اشتباك معينة وينتهز الفرصة لاستنزاف الحزب، لا سيما عبر اغتيال قياداته»، معتبراً أن «المقاومة» تقوم برد استعراضي بعد كل عملية اغتيال، و«المائتي صاروخ وقصف معسكرات وقواعد عسكرية تطلق من دون نتائج تذكر باستثناء سقوط جريح هنا وآخر هناك، وإصابة مبنى أو اثنين في حين معظم الصواريخ تدمّر في الهواء أو تسقط في أحراج، وبالتالي لا يوازي ردّ الحزب مستوى الشخصية التي يتم اغتيالها». من هنا، يرى قهوجي أن «هذه الاستراتيجية سنراها في كل مرة يتم اغتيال شخصية في (حزب الله)، والمرجح استمرارها لأشهر مقبلة، في موازاة استمرار التحذيرات من الانزلاق إلى حرب».
والقرار الإيراني بالحرب تحدث عنه، الخميس، وكيل وزارة الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل قائلاً لقناة «سكاي نيوز»: «الضابط الرئيسي لما يحصل على جبهة في لبنان ليس في بيروت إنما في طهران»، مشدداً على أنه «ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك حرب غير مسيطر عليها في هذه المرحلة».