كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يسجل عداد الشغور الرئاسي مزيدا من الايام والارقام والخوف من تحوله لسنوات بعدما قارب السنتين وصاحب الفشل كل المساعي الداخلية والخارجية التي دارت دورتها في هذا الملف وانتهت الى النتيجة المعلومة سلفا، اي الفشل في فتح الطريق الى القصر الجمهوري امام الرئيس العتيد .السؤال البديهي هل سيكتفي المعنيون من محليين وعرب وغربيين بهذا القدر وانتظار التسوية المرتقبة بعد وقف حرب غزة ام ان حراكا غير منظور سيبرز من مكان ما ليجرب حظه ويدور في الدائرة ذاتها، ويسمع اللبنانيين اسطوانة المواقف ذاتها، ويكرر العناوين والمفردات والشروط نفسها قبل ان يلتحق في نهاية الامر بحراك غير الموفقين في فتح المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية. علما ان كل الحراكات الظاهرة استنفدت. الخارج ادى قسطه في لعبة اضاعة الوقت كما الداخل ولم يقل بعد كلمته في الاستحقاق ويوحي للنواب بكلمة السر واسم الرئيس الجديد للبلاد.
عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يأسف عبر “المركزية” لبقاء الافق الرئاسي مقفلا، مؤكدا استمرار اللقاء في تحركه رغم السقوف العالية للقوى السياسية والنيابية المعنية باتمام الاستحقاق الدستوري الذي قارب السنتين من التعطيل لا لشيء الا لأمور ثانوية على ما تبين لنا حيث الخلاف بات محصورا بين ايهما قبل (التشاور ام الجلسة).
ويتابع قائلا: ان الاميركيين كما الفرنسيين باتوا منصرفين الى انتخاباتهم وغير معنيين بما يجري في المنطقة باستثناء اراحة الشمال الاسرائيلي وخفض التصعيد على الحدود مع لبنان للحؤول دون الذهاب الى الحرب الشاملة التي لا مصلحة لهما فيها اليوم. علما ان جبهة جنوب لبنان باتت مرتبطة كليا بما يجري في غزة، فإذا ما توقفت الحرب هناك ينسحب الامر تلقائيا توقفا للاشتباكات الدائرة بين اسرائيل وحزب الله على ما تؤكد المقاومة نفسها .
اما القول ان الأولوية اللبنانية هي لوقف النار لا للانتخابات الرئاسية ففيه بعض التخلي او التخفي وراءه لعدم ملء الشغور الرئاسي، خصوصا وان حزب الله نفسه قد اكد مرارا عدم الربط بين الموضوعين. في رأيي لا ارادة محلية كما خارجية لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم. الجميع ينتظر مرحلة ما بعد انتهاء الحرب التي قد تفرض مواصفات رئاسية تحاكي المرحلة والدور الذي سيرتسم للبنان الغد وعلى كل المستويات.