اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أنّه “مهما ارتفع منسوب القلق على الوضع الامني في الجنوب والتهديد بشن إسرائيل حرباً على لبنان، تبقى اهتماماتنا منصبّة على عدم توسعة الحرب، كما ان الدول الصديقة تعبر دائما عن اهتمامها بلبنان ومساعدتها له كي لا تتوسع هذه الحرب. وفي هذا الاطار استقبلت اخيرا وزيرة خارجية المانيا وامين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وهما اعلنا مشكورين مبادراتهما الانقاذية تجاه لبنان. ونحن نشدد دائما على الالتزام بتنفيذ مندرجات القرار 1701 كاملا وبحذافيره ونطالب بالزام العدو الاسرائيلي بتطبيقه”.
وقال خلال جلسة مجلس الوزراء: “في خلال جولتي الاسبوع الفائت في الجنوب، زرت اولا مقر قيادة جنوب الليطاني في الجيش واطلعت على الوضع الامني، واستمعت الى تأكيدات بأن الجيش منضبط ولا تخلف لاي عسكري عن الالتحاق بمركزه طوال الفترة الماضية. كما زرنا مركز الامتحانات الرسمية واطلعنا على الاجراءات المتخذة لحسين سير هذه الامتحانات، وهذا انجاز كبير في هذه الظروف، ولا بد هنا من التنويه بجهود معالي وزير التربية وباقبال الطلاب على المشاركة في الامتحانات رغم الظروف الصعبة. ايضا زرنا مع معالي وزير الصحة مركز الطوارئ في الجنوب ولمست مدى الاندفاع والحضور لمختلف الهيئات الصحية المعنية والتعاون في ما بينها .ومع أملنا بالا تتوسع الاعتداءات فاننا نؤكد ان الحكومة موجودة بكل هيئاتها”.
وأضاف: “كذلك يهمني الاشارة الى إن بعض ما يتم تداوله اعلاميا وسياسيا من سيناريوهات لمفاوضات مفترضة لمرحلة ما بعد الحرب في الجنوب غير دقيق او لا يعبّر بدقة عن واقع الاتصالات الاولية التي جرت. لذلك نتمنى تحاشي التداول بهذا الموضوع حفاظا على الموقف اللبناني من التمسك باستعادة الحقوق اللبنانية كافة. كما نؤكد دوما ان تضحيات اللبنانيين وصمودهم ووحدتهم هي الجواب الأوضح على كلّ التحديات التي تتهددنا”.
وتابع ميقاتي: “موقفنا الثابت أن الاستقرار الدستوري يكون بإنتخاب رئيس الجمهورية، فالاختلاف السياسي يجب ألّا يمنع التضامن اللبنانيين للإسراع في إنقاذ وطننا من الاخطار التي تتهدده. فلا الشعب يقوى على الإنتظار أكثر، ولا نحن نريد ان نتحمل مسؤولية تسيير شؤون الناس وأمور الدولة وحدنا. الشراكة في المسؤولية هي المدخل إلى الإنقاذ”.
كما أضح أننا “نتابع باهتمام الوضع الاقتصادي، لجهة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستشفائية والاقساط المدرسية والجامعية، وادعو الوزراء المعنيين لمتابعة الموضوع لايجاد توازن معقول بين القدرة الاقتصادية للمواطنين وكلفة تأمين هذه الخدمات والحفاظ على النوعية ، خارج محاولات الطمع والجشع واستغلال الظروف، فلا نسمح ان يكون المواطن ضحية للاستثمارات وأطماع البعض ، في غياب للمراقبة والمحاسبة. والأجهزة المعنية مسؤولة عن متابعة الوضع ميدانياً.كذلك فاننا في صدد اتخاذ اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمعالجة المستجدات الطارئة في ملف الكرباء. أيضا احيط مجلس الوزراء علما بأننا ندرس مع فريق اداري ومالي موضوع تصحيح الرواتب والاجور في القطاع العام”.
وأضاف: “تسلمت من اللجنة المكلفة تعديل قانون النقد والتسليف تقريرا عن اعمالها متضمنا ايضا مشروع الاسباب الموجبة للتعديلات المقترحة وجدول مقارنة بين النص الحالي لقانون النقد والتسليف والنص المقترح. وقد جاءت التعديلات اساسية وليس شكلية، مع الاشارة الى انه اول تعديل للقانون منذ وضعه عام 1963. وقبل عرض مشروع القانون عليكم تمهيدا لارساله الى مجلس النواب، ارسلت الامانة العامة لمجلس الوزراء المشروع الى هيئة التشريع والاستشارات لابداء الرأي قبل عرضه على مجلس الوزراء”.
وتابع: “نواصل العمل جميعا لانتظام حركة الحياة في لبنان، على مستوى الاصرار لإنجاح موسم الصيف وتعزيز الاستثمار السياحي والنضال اقتصاديا، وتقدير دور المغتربين في دعم النهوض والصمود في مواجهة الاعتداءات في الجنوب. وننوه في هذا الاطار بجهد معالي وزير السياحة، الذي ينطلق من اثبات اللبناني دوما انه قادر على إستئناف الحضور الفاعل من جديد”.
وأشار ميقاتي إلى أنه “في ملف المطار لا بد من الثناء على ما يقوم به معالي وزير الاشغال والجولة التي قام بها مع الوزراء المعنيين ونؤكد أن ما قيل في حق المطار يندرج في اطار الشائعات التي والحرب النفسية التي تشن على لبنان. وما اوردته صحيفة تلغراف عن المطار، غير صحيح ونحن نجري بصدده اتصالات ديبلوماسية لتصويب الامر”.
أما عن ملف النازحين السوريين، فقال ميقاتي إن “الامن العام يتابع تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، واستغرب ما يقال من قبل البعض عن تراجع الدعم الدولي للبنان في تمويل هذه الملف، وهذا البعض نفسه هو من يشن حملات على الحكومة في حال طلبت دعما ومؤازرة في هذا الموضوع”.