كتبت لورا يمين في “المركزية”:
استؤنفت امس الأربعاء، الرحلات الجوية التجارية المنتظمة بين سوريا والسعودية، لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، في إطار تحسن العلاقات بين البلدين، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية.
وقال السفير السوري لدى السعودية، أيمن سوسان، إن استئناف الرحلات الجوية “خطوة إضافية في عملية تنمية العلاقات بين بلدين شقيقين”، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”.
وفي ايار، سافر حجاج سوريون على متن رحلة طيران مباشرة إلى السعودية لأداء مناسك الحج، لكن رحلة الخطوط السورية، الأربعاء، إلى الرياض، تمثل عودة لرحلات الطيران المنتظمة.
للتذكير، فإن العلاقات بين سوريا والسعودية انقطعت عام 2012، بسبب حملة القمع الدامية التي شنها نظام الرئيس بشار الأسد على المتظاهرين المناهضين للحكومة في بداية الحرب الأهلية. لكن معظم الدول العربية أعادت العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، التي أعيد قبولها في جامعة الدول العربية العام الماضي.
وتوضح مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان العودة السورية الى الجامعة العربية، حصلت وفق سلسلة شروط “غير معلنة”، طُلب من دمشق العمل على تحقيقها. ويبدو انها بدأت ولو بخطوات صغيرة، تلتزم بها، وعلى رأسها وقف تحويل اراضيها الى ساحة سائبة وصندوق بريد في يد ايران.
الثلثاء، بحث الأسد مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها على مختلف الأصعدة. وأكد خلال اتصال هاتفي بنظيره الإيراني أن العلاقات بين سوريا وإيران تقوم على الوفاء المتبادل وتستند للمبادئ وتستمد أهميتها من مقاومة الهيمنة في منطقة مضطربة تستهدفها أطماع استعمارية تاريخية. ومن جانبه أكد بزشكيان على دعم بلاده لسوريا والمقاومة، مشددا على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية وتطبيق الاتفاقيات بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين. ايضا، وفي الاسابيع الماضية، سجلت زيارة قام بها الاسد الى مرشد الثورة الايراني علي خامنئي في طهران حيث قدم تعازيه للمرشد وحكومة وشعب إيران، برحيل الرئيس الايراني السابق حسن روحاني، قائلا إن “العلاقات الإيرانية السورية هي علاقة استراتيجية”، مشيرا إلى أنه “كان للرئيس الإيراني الراحل تأثير مهم على دور الجمهورية الإسلامية في المنطقة والقضية الفلسطينية في السنوات الثلاث الماضية، فضلا عن تعميق العلاقات بين إيران وسوريا”.
لكن رغم كل هذه المواقف، تشير المصادر الى ان الاسد لم ينخرط في الحرب على اسرائيل بعد طوفان الاقصى، وهو قرار مقصود يريد منه ابلاغ العرب انه اخذ مسافة ما، من المحور الايراني. كما ان معطيات كثيرة تتحدث عن “قبة باط” – كي لا نقول اكثر – مِن قبل النظام، لتصفية قيادات ايران واذرعها في سوريا.. لكن يبقى السؤال: هل هذه المسافة، كافية؟ ام ان المطلوب من الاسد عربيا، أكبر وأشمل وأوسع؟!