كتب فرزاد قاسمي ومنير الربيع في “الجريدة” الكويتية:
عزز شريط مصور عرضه «حزب الله» اللبناني، أمس، التقديرات بأن الحزب ومن خلفه إيران بصدد توسيع الجبهة ضد إسرائيل إلى الجولان السوري المحتل، بغض النظر عن رأي الرئيس السوري بشار الأسد بذلك، في حين اغتالت إسرائيل داخل الأراضي السورية قيادياً في «حزب الله» كان سابقاً مرافقاً شخصياً للأمين العام للحزب حسن نصرالله.
وأظهر شريط فيديو مصور مدته نحو 10 دقائق، بثه الحزب ما قال إنها مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية بالجولان. وذكرت «قناة المنار»، الذراع الإعلامية للحزب، أن ذلك يأتي ضمن «الحلقة الثانية من الهدهد»، مشيرة إلى أن «مُسيّرة استطلاع الهدهد صوَّرت مناطق حساسة في إسرائيل، حيث جرى عرض مشاهد لـ6 مواقع استراتيجية، للاستطلاع الإلكتروني على الاتجاه الشمالي والشرقي».
وكان «حزب الله» بثَّ في 18 يونيو الماضي مقطعاً مصوراً، قال إنه حصل عليه عبر طائرة مُسيّرة أطلق عليها «الهدهد» اخترقت الأجواء الإسرائيلية، والتقطت صوراً لمواقع استراتيجية وحساسة في حيفا، شمال إسرائيل.
وتعليقاً على الشريط الجديد، وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تهديداً للأمين العام للحزب، قائلاً: «إذا لم تتوقف عن التهديد والعنف وتنسحب إلى نهر الليطاني فستكون المسؤول عن تدمير لبنان».
وقُتل القيادي في «حزب الله» المدعو ياسر نمر قرنبش، الذي كان سابقاً مرافقا لنصرالله، وشخص آخر، أمس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة تابعة للحزب قرب حاجز أمني تابع لـ«الفرقة الرابعة» في الجيش السوري بمنطقة جديدة يابوس الحدودية بريف دمشق الغربي على الطريق الدولي الذي يربط بيروت بدمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت «القناة 14» الإسرائيلية إن المستهدف في الغارة هو عضو في قوّة الدفاع الجوي لـ«حزب الله». وفجراً استهدفت غارة جوية إسرائيلية إحدى النقاط في محيط مدينة بانياس الواقعة على الساحل السوري غرباً، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري. وبحسب المرصد السوري، فإن مستشارين عسكريين إيرانيين كانوا في المنطقة.
وبعد اغتيال مرافق نصرالله، كشفت وسائل إعلام عبرية، أمس الأول عن تقديرات إسرائيلية بأن ميليشيات موالية لإيران تخطط لفتح جبهة الجولان المحتل.
وذكرت قناة «الآن 14»، أنه في أعقاب تقييم الموقف، خلُص الجيش الإسرائيلي إلى أن طهران ستحاول «تسخين» الحدود بين إسرائيل وسورية، مضيفة أن «لواء الجبال» في الجيش الإسرائيلي المختص بالعمل في ظروف جوية صعبة وتضاريس وعرة، بصدد تعزيز عملياته في تلك المنطقة لتقويض محاولات الميليشيات الإيرانية.
ومن شأن فتح جبهة الجولان بشكل واسع، انتهاك اتفاق رعته روسيا بين سورية وإسرائيل يجبر إيران على إبعاد قواتها 40 كيلومتراً عن الحدود.
وفي بيروت، أشارت المعلومات إلى أن الحزب نشر شريط «الهدهد 2» في سياق الردّ على كل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة حول شن حرب عسكرية كبرى ضد لبنان. وردّ على كل الدعوات لانسحابه من جنوب نهر الليطاني، أو على التهديدات الإسرائيلية بإقامة حزام أمني إسرائيلي في جنوب لبنان.
وفي طهران، قال مصدر بالمجلس الأعلى للأمن القومي، إن المجلس عقد عدة اجتماعات أخيراً، وشهدت إجماعاً على ضرورة تجنب الدخول في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة، لكنه أضاف أن فتح الجبهة في الجولان والضفة الغربية هو مطلب المرشد الأعلى علي خامنئي منذ 6 سنوات. وحسب تقارير، رفض الرئيس الأسد سابقاً عدة مطالبات إيرانية بفتح جبهة الجولان ضمن ما تسميها إيران معركة «إسناد غزة».
وكانت تقارير أشارت إلى أن وفاة مستشارة الأسد لونا الشبل الأسبوع الماضي في حادث سير غامض، هو جزء من صراع روسي ــ إيراني داخل سورية، حيث كانت الشبل معروفة بصلاتها القوية مع موسكو.
جاء ذلك في حين واصلت وسائل إعلام مرتبطة بإيران و«محور المقاومة» توجيه اتهامات للأردن، وزعمت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية لـ«حزب الله» أن الأردن أرسل ضباطاً إلى الضفة الغربية لمساعدة قوات السلطة الفلسطينية «لقمع فصائل المقاومة الفلسطينية». كما زعمت الصحيفة نفسها أن هناك معلومات مؤكدة عن مساعدة الأردن لإسرائيل على التحايل على هجمات الحوثيين البحرية من خلال استيراد بضائع تحت اسم شركات أردنية تُفرغ شحناتها في ميناء العقبة، ثم تُنقل براً إلى إيلات لمصلحة شركات إسرائيلية.