كتب أحمد عزالدين وخلدون قواص في “الأنباء الكويتية”:
كشف مصدر سياسي رفيع لـ «الأنباء» عن ان أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، خاطب رئيس مجلس النواب نبيه بري أثناء زيارته في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة قائلا: «البابا فرنسيس يتمنى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت».
وجاءت هذه العبارة بعد سؤال وجهه بارولين إلى الرئيس بري: «هل من نية في تعديل النظام، وتاليا تغيير الرئيس المسيحي؟».
وجاء سؤال بارولين، بعد أجواء نقلها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، مفادها ان رئيس مجلس النواب طمأنه إلى سلامة الأوضاع في البلاد، وأن الأمور تدار بينه وبين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وان «البلد ماشي من دون رئيس» للجمهورية، فاستنتج الموفد الفرنسي إمكانية التقليل من الحماسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي السياق عينه، وتوازيا مع تطمينات الرئيس بري بعدم وجود رغبة إطلاقا في تعديل النظام (الدستور اللبناني)، أكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في وقت سابق من الأسبوع الماضي انه «لا تغيير لحرف واحد في اتفاق الطائف».
تطمينات من «الثنائي الشيعي»، لا تحجب نظرته إلى مقياس الشراكة مع المكونات الأخرى في التركيبة اللبنانية. شراكة لا يرضى «الحزب»، بحسب المصدر السياسي الرفيع، النقاش في مسائل حساسة فيها، كالعداء لإسرائيل، وجبهة المساندة لغزة.
توازيا، وصف مصدر سياسي مطلع لـ «الأنباء» إطلاق مبادرة المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية «كغيرها من المبادرات التي سبقتها».
وقال انها «لا تسمن ولا تغني من جوع، وجاءت بعد سلسلة مبادرات ومساع لم تثمر أي تقدم، بل كانت تشاورية لخرق الجمود الحاصل في الملف الرئاسي».
وأكد انه «لا انتخاب للرئيس قبل جلاء صورة المباحثات لوقف إطلاق النار في غزة وانعكاسه على لبنان، ومن ثم إجراء حوار جدي برعاية أممية وعربية في لبنان أو في أي دولة من دول اللجنة الخماسية، وإلا سيبقى الوضع في لبنان كما هو عليه بين القيل والقال والدوران في الحلقة المفرغة».
وأشار المصدر «إلى ان ترحيب دول اللجنة الخماسية بأي مبادرة، يأتي في إطار التشجيع على التحاور والتشاور لعل وعسى يحصل أي تقدم ملموس».
واعتبر «ان الانقسام النيابي بين مؤيد ومعترض على المبادرات والمساعي، تجعله يفقد الجدية والمصداقية في التعاطي بالشأن العام».
في الشأن المتعلق بالميدان الجنوبي، قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة تأبين لأحد قادة «الحزب» الذي سقط الأسبوع الماضي، «إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن جبهة الإسناد في لبنان ستوقف إطلاق النار بلا مفاوضات».
وحذر إسرائيل «من الاستمرار في الاعتداء على جنوب لبنان بعد ذلك، وإلا فسندافع عن لبنان ولن نتسامح مع الاحتلال. أما من يهددنا باجتياح جنوب الليطاني، فلينظر إلى ما يجري في رفح بمساحتها الضيقة حيث فشل في تحقيق نصر».
وفي هذا الإطار، قال مصدر متابع لـ «الأنباء» ان «حزب الله» يسعى «إلى إبقاء الباب مفتوحا على كل الاحتمالات لما بعد اتفاق غزة، فهو إذ يؤكد ان المعارك على جبهة الجنوب ستتوقف فور انتهاء الحرب في غزة، يبقي الباب مفتوحا على كل الاحتمالات كما كان الوضع قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، يوم رفض كل الدعوات التي تطالبه بالإعلان صراحة عن تسليم سلاحه بعد انتهاء الاحتلال». وأضاف المصدر: «هذه المواقف ترتبط بالملفات المفتوحة خصوصا المناطق التي لاتزال تحت الاحتلال والخاضعة للقرار 242 وهي منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، التي لن يحسم أمرها لا في المدى القريب ولا البعيد، وستبقى ماثلة ما دامت أزمات المنطقة لم تحل، إضافة للنقاط الحدودية المختلف عليها».
وبحسب المصدر، يبني «الحزب» مواقفه القابلة للتأويل في أي اتجاه، على مواقف وزراء حكومة نتنياهو الذين يواصلون سياسة التهديد والوعيد وقد يسقطون أي اتفاق بشأن لبنان. وتابع المصدر: «ان الحزب وبعدما اظهر طول باعه خلال حرب الاستنزاف على مدى 10 أشهر، لن يقبل بأي حل يفرض عليه، دون تجاهل احتمال نقل الجبهة إلى منطقة الجولان السوري المحتل التي شهدت تصعيدا لافتا في الفترة الأخيرة، انطلاقا من مزارع شبعا التي هي خارج اتفاق الحدود ومنطقة عمل قوات الدولية. وتختلف الغاية في تصعيد الطرفين من حجم المواجهات في الجولان، ففي حين يريد الحزب ربط منطقة المزارع بملف الحدود، فإن إسرائيل تريد باستهدافها مواقع للجيش السوري، إدخال دمشق في تسوية الحدود في محاوله إطفاء الجبهة مستقبلا بعد حرب غزة».
في شأن يتطلع إليه اللبنانيون لجهة عودة الحياة اليومية إلى طبيعتها، افتتح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مصنع تجميع وإنتاج الأجهزة الإلكترونية في كلية العلوم بالجامعة اللبنانية في الفنار (المتن الشمالي). وقال في كلمة ألقاها «ان الشباب يناضلون بالعلم والبحث والتخصص».