لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، إلى “المجازر التي يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها في غزة أمام مرأى ومسمع العالم الذي تجرد من إنسانيته، وبات يلتزم الصمت المخزي، وآخر المجازر ما جرى بالأمس في خان يونس، حيث بلغت حصيلة القصف على مخيمات إيواء النازحين أكثر من 75 قتيلا وحوالى 300 جريح جُلّهم من النساء والأطفال”.
ورأى دعموش في مجلس عاشورائي لـ”حزب الله” بالشهابية، أن “ما يرتكبه هذا الجيش من جرائم مهولة في غزة، هو تعبير عن مستوى العجز والفشل الذي أصابه في مواجهة المقاومة، وهو الذي استنفد كل آلته الإجرامية ولم يترك وسيلة للقتل والإجرام والتدمير والحصار والتجويع إلاّ واستخدمها للقضاء على المقاومة، ولكنه فشل ولم يتمكن من تحقيق أهدافه، وهو يتشفى بقتل المدنيين الأبرياء”، مشيرا إلى أن “ادعاءات الجيش الإسرائيلي باستهداف شخصيات قيادية في المقاومة، إنما هو للتغطية على الاجرام الذي ارتكبه بحق الأبرياء العزل”.
وقال:”إن الصمت المخزي للمجتمع الدولي وللأنظمة الغربية والعربية إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وعجز هذا المجتمع عن وقف هذه الإبادة، يؤكد ما كنا نقوله دائماً، من أن الرهان على ما يُسمّى بالمجتمع الدولي هو رهان على سراب، فلقد شاهدنا وشاهدتم مرارًا أن الرهان على الأنظمة والقوانين الدولية والمؤسسات الدولية، إنما هي مراهنة فاشلة وخائبة لم تُنتج سوى الحسرة والخسران والخيبة والمرارة”، معتبرا أن “الأنظمة والمؤسسات الدولية خارج الرهان، لأنها مرتهنة لإرادة الإدارة الأميركية التي كانت على الدوام شريكة للجيش الإسرائيلي في كل اعتداءاته على شعوب المنطقة، وهي اليوم شريك كامل في العدوان على غزة، ولا تستطيع أن تُعفي نفسها ومسؤوليتها وشراكتها في كل ما يرتكبه وارتكبه هذا الجيش من جرائم، فهي التي تمدُّه بالسلاح والعتاد وتغطيه سياسياً وإعلامياً ومالياً، وتمنع المؤسسات الدولية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها”.
وأوضح دعموش أن “الإدانات الخجولة للمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي التي تصدر أحياناً عن البيت الأبيض، ليست أكثر من مواقف للنفاق وخداع العالم، وليس لها أدنى تأثير على موقف إسرائيل ولا على الموقف الحقيقي الأميركي الداعم المطلق لها”.
وأضاف: “نحن كلبنانيين وكأمة لا خيار لنا سوى المقاومة، ولا شيء يمكن أن نراهن عليه سوى المقاومة، ولذلك نحن تمسكنا بها منذ البداية، لأنها الطريق الوحيد للدفاع عن بلدنا وعن الشعوب المظلومة وعن مظلومية الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “اليوم مقاومتنا في موقع القوة والاقتدار، وهي تصنع معادلات وتحقق انجازات على جبهة الجنوب، بينما الجيش الإسرائيلي في موقع الضعف واليأس والإحباط، وهو يخشى الدخول في مواجهة واسعة مع حزب الله، لأنه يدرك بعد أن أثبتت المقاومة قدرتها على ضرب قبته الحديدية والوصول بمسيراتها وصواريخها إلى مواقعه العسكرية وعمق الكيان المحتل، أن الثمن الذي سيدفعه في أي حرب واسعة يفرضها على لبنان سيكون ثمناً كبيراً جداً، وتهديدًا لمصيره ووجوده”.
وشدد على أن “التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان، هي تهديدات فارغة وللاستهلاك الداخلي الإسرائيلي، وأياً تكن طبيعتها، فنحن لا نخافها ولا نخشاها، ولكننا في الوقت نفسه لا نستخف بها ولا نتهاون معها، فالمقاومة على مستوى الاستعداد والجهوزية العسكرية، تتعامل معها بمنتهى الجدية، لأننا أمام جيش طبيعته العدوان والإرهاب والإجرام، ومع جيش من هذا النوع لا يمكن الاطمئنان أو الاستخفاف والتهاون”.
وختم دعموش مؤكدا أن “المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كل الصعد، وهي على أتم الاستعداد للدفاع عن بلدنا وأهلنا، وتتحضر لتصنع للجيش الإسرائيلي هزيمة مدوية، وللبنان وللأمة نصراً تاريخياً جديداً، سيكون أكبر وأعظم من نصر تموز عام 2006 بإذن الله تعالى”.