كتب لورا يمين في “المركزية”:
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت إن الغارة ضد خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي قطاع غزة اليوم استهدفت القيادي في كتائب القسام محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، مشيرا إلى أنه “لا يعلم مصير الضيف”. وأضاف -في كلمة متلفزة- أنه بارك العملية بعد أن عرضها عليه جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الليلة الماضية، مؤكدا أن “قتل قياديي حماس يقربنا من تحقيق أهدافنا وهذا العمل رسالة إلى إيران وأذرعها في المنطقة”. وأردف “أميركا تدرك جيدا أن الاغتيالات جزء أساسي في سياستنا لهزيمة حماس.. تحقيق النصر على حماس شرط أساسي للنصر على المحور الإيراني.. الحرب ستنتهي فقط عندما نحقق كافة أهدافها ولن نوقفها قبل ذلك بثانية واحدة”.
الغارة على المواصي تسببت بمجزرة انسانية في حق المدنيين النازحين من غزة لكنها لم تقتل الضيف، كما قالت حماس. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية ” اتت هذه الغارة بالتزامن مع وضع مفاوضات الهدنة في غزة على نار حامية واقترابها من محطة مفصلية حاسمة. انطلاقا من هنا، ترى المصادر ان نتنياهو اراد هذا التصعيد، سواء قُتل الضيف ام لم يقتل، من اجل استفزاز حماس، لربما تعلن تعليق مشاركتها في المفاوضات، فتتحمل مسؤولية تطيير فرصة الهدنة.
هذا هو مخطط نتنياهو. فالرجل، وفق المصادر، لا يريد وقف النار الآن، بل استمرار الحرب، وهو يفعل كل ما يمكن فعله، من اجل نسف المفاوضات. قبل استخدام الآلة العسكرية، رفع ايضا سقف شروطه، فقال ان أي مقترح يجب أن يسمح لإسرائيل بمواصلة القتال حتى تحقق كافة أهدافها العسكرية، واشترط ايضا عدم السماح بتوريد أي أسلحة لحماس عبر مصر ومنع عودة المسلحين وإدخال الأسلحة إلى شمال القطاع وإعادة أكبر عدد من المحتجزين في المرحلة الأولى من الاتفاق.
في الميدان وفي غرف التفاوض، يستخدم نتيناهو الوسائل المشروعة وغير المشروعة كي تقول له حماس: اوقفنا المفاوضات، فتقدم خدمة ثمينة لنتنياهو الذي يعرف ان توقف الحرب الان يعني فشل حكومته وجيشه في الحرب وتحقيق الاهداف الموضوعة لها، وايضا نهاية حياته السياسية.
حتى اللحظة، حماس مستمرة بالتفاوض لكنها أنذرت الوسطاء بضرورة لجم نتنياهو سيما عسكريا “وإلا”… فهل ستبقى متمسكة بابرام صفقة بما يحرج الحكومة الإسرائيلية ورئيسها؟ وهل من ادوات اخرى في جعبة نتنياهو لتطييرها؟ الاجوبة في قابل الايام، تختم المصادر.