IMLebanon

اللبنانيون يدبّرون أمورهم باللحم الحي

جاء في “الأنباء”:

ولم تخفف الضربة الإسرائيلية الكبرى السبت في غزة بذريعة محاولة اغتيال محمد الضيف من مسار إيقاع الجبهة في الجنوب اللبناني. فقد اعتاد اللبنانيون على الضربات الإسرائيلية الكبرى، إيذانا بتوسيع الحرب أو قبل وضع أوزارها، كما حصل قبل ساعات من وقف النار بين إسرائيل و ««حزب الله» في أغسطس 2006 بعد حرب يوليو، عندما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مجمع الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت، بذريعة استهداف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، بعد ورود معلومات عن إمكان تواجده هناك.

الخبرة اللبنانية الطويلة في الحروب مع إسرائيل تقلل من التفاؤل بحدوث الشيء قبل دخوله حيز التنفيذ. وحتى تبيان الأمور تستمر اليوميات اللبنانية بين الاستعداد لحرب طويلة الأمد من بوابة الجنوب توازيا مع إكمال المواطنين في بقية المناطق حياتهم في أي صورة يستطيعون اليها سبيلا، أو الاستعداد لانفراج أمني يترجم تسييرا لشؤون المؤسسات العالقة، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية المتعذر إتمام استحقاقها منذ 31 أكتوبر 2022.

بين لبنان الرسمي الذي يجهد لتأمين الحد الأدنى من المتطلبات، عبر تكثيف الاتصالات لمنع توسع الحرب، والشعبي الذي يسعى الى تأمين ما يتوافر من أساسيات من كهرباء وماء وخدمات بديهية بات من الصعوبة بمكان الحصول عليها دون دفع المثير في سبيلها، وبين «حزب الله» الذي يتعامل مع كل الاحتمالات الخاصة بالحرب، سواء لجهة وضع أوزارها أو توسعها واشتدادها، وتاليا رفع وتيرة الرد من الأراضي اللبنانية وغيرها (خلافا لما كان الأمر عليه في حرب يوليو 2006).

بين كل ذلك تمضي البلاد وكأنها واحدة من دول أوروبية تشهد ازدحاما وحركة كبيرين في موسم الصيف. فيوم أمس الأحد في لبنان كان كغيره من أيام عطلة نهاية الأسبوع: زحمة سير صباحية لقاصدي الشواطئ والمجمعات البحرية، ومثلها في ساعات المساء الأولى. وصعوبة في إيجاد طاولة في مطعم من دون حجز مسبق.

يدبر اللبنانيون أمورهم بـ «اللحم الحي» والمبادرات الفردية انطلاقا من خبرة طويلة في التعاطي مع الحروب والأزمات، رافقت قيام «وطن الأرز» منذ إعلان دولة لبنان الكبير في أيلول 1920، ثم الاستقلال في 1943، وما تلاه من خضات وحروب من 1958 و1975 إلى 1990 و1996 و2000 و2006 وغيرها.