جاء في “الراي”:
وجد لبنان نفسه في الأيام الأخيرة أمام فوضى أمنية جوّالة، يُخشى أن تكون في بعض جوانبها من مفاعيل «تعليق» الدولة والاستقواء المُزْمِن عليها، كما تَعاظُم الشعور بـ «فائض القوة» في ضوء مجريات المواجهات على جبهة الجنوب.
وجاءت إشكالاتٌ متنقّلة في أكثر من منطقة لتعمّق «نقزةً» عبّرت عنها أوساطٌ على خصومة مع «حزب الله» من ارتفاع منسوب الاحتقان والتوتر الداخلي لاعتقاد الحزب وبيئته أنه كرّس «التحكم والسيطرة» على البلاد، متوقفة في سياق متصل عند خروج «سرايا المقاومة» إلى دائرة الضوء مجدداً من على جبهة الجنوب.
واعتبرت أن هذا التطور قد يكون أكثر رسالةً إلى الداخل اللبناني رَبْطاً بإشاراتٍ كانت برزت إلى أن الحزب لن يتسامح بعد اليوم مع المواقف السياسية والإعلامية المنتقدة بشدة لإمعانه في ربْط لبنان بمصير غزة وتفرّده بقرار الحرب والسلم وصولاً إلى تجييره لزعيم حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار.
وكانت منطقة برج حمود، ذات الغالبية الأرمنية، شهدت في اليومين الماضيين إشكالات مع مناصرين لـ «حزب الله»، على خلفية شعائر دينية ورفْع رايات على جدار ومدخل مقام كنسي أرمني، ليتطوّر الأمر ليل السبت الى حصول إطلاق نار أدى إلى جرح ربيع الدغلاوي الذي توفي أمس متأثراً بإصابته الحرجة في الرأس.
وأعلنت اللجنة التنفيذية لحزب «الهنشاك» في بيان لها «اننا نرفض وندين قيام بعض الأفراد بترديد شعارات تثير النعرات الطائفية لا تمت بصلة لأجواء العيش في المنطقة، كما نشعر بالريبة عن كيفية تطور حوادث فردية الى شغَب جماعي وتعدٍ على أندية حزبية محلية ومحاولة اقتحام كنيسة السيدة العذراء للأرمن الأرثوذكس».
واعتبرت ان «ما حصل على بعد أمتار قليلة من مقر قوى الأمن الداخلي، يدل على أن الذين حاولوا تطوير الإشكال لا يأبهون بالقوى الأمنية أو بالأمن في المنطقة».
ودعت أهالي المنطقة الى «العودة الى المنطق والحكمة لعدم الانجرار الى الفتن والتفلت الأمني».
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وقع إشكال منتصف ليل السبت – الأحد بين مناصرين لـ «حزب الله» وآخَرين لحركة «أمل» تخلله إطلاق نار، وذلك بعد انتهاء مجلس عاشورائي في إحدى الخيم في منطقة معوض ما أدّى إلى مقتل مسؤول «حزب الله» في حي ماضي الملقّب بـ «ابو سمرا» (سمير قباني).
وتعقيباً على الإشكال، أصدرت قيادتا «حزب الله» وحركة «امل» بياناً جاء فيه: «على إثر الإشكال الفردي الذي حصل في منطقة حي ماضي، والذي تطور إلى اطلاق نار نتج منه إصابة الشهيد الحاج سمير قباني من طريق الخطأ، تدخَّل الجيشُ ونفّذ انتشاراً واسعاً، وباشر التحقيق لتوقيف المتورطين. ان قيادتي الحركة والحزب تتقدمان بالتعزية من عائلة الشهيد وتشددان على ضبط الأمن من خلال القوى والأجهزة الأمنية الرسمية».