IMLebanon

“الحزب” يركز على تثبيت “وحدة الساحات”

كتب منير الربيثع في “الجريدة الكويتية”:

ركزّ «حزب الله» اللبناني على توسيع نطاق عملياته العسكرية باتجاه الجولان، وسط معلومات تفيد بأنه في حال انسدّت كل آفاق المفاوضات للوصول إلى صفقة دبلوماسية مع إسرائيل، حينها من المتوقع أن تتصاعد وتيرة العمليات العسكرية التي ستنتقل إلى مستوى جديد، يركز فيه الحزب على تثبيت معادلة وحدة الساحات وأبرزها تركيز عملياته في الجولان السوري المحتل، وذلك لمجموعة أسباب، أبرزها تسريبات إسرائيلية حول أن أي تصعيد للمواجهة مع الجماعة اللبنانية أو الاستعداد لتوسيع نطاق العمليات أو الانتقال إلى مرحلة جديدة منها، يمكن أن يكون من الجولان.

وبعض التسريبات تحدثت عن أن الإسرائيليين يريدون اعتماد سياسة الالتفاف على الحزب من الهضبة السورية باتجاه الجنوب اللبناني، باعتبار أن الجولان يبقى خاصرة رخوة مقارنة مع المناطق اللبنانية المباشرة للمواقع الإسرائيلية، والتي فيها وجود عسكري معزز من الحزب الذي يتجهز لأي احتمالات أو تطورات، أما في حال كان الهجوم من الجولان فإن المسألة ستكون مختلفة وأسهل بالنسبة إلى الإسرائيليين حسبما يعتقدون.

وبناءً على هذه التسريبات، اختار الحزب أن يكون متقدماً على الإسرائيليين دائماً بخطوة، فاحتفظ بما يمتلكه من معلومات ومعطيات استخبارية، ونشر ما أراد من الصور التي بحوزته عن المواقع الأساسية في الجولان، وهو ما أرفق مع استهداف مواقع إسرائيلية عديدة في تلك المنطقة، بالإضافة إلى معطيات تفيد بوجود بنك أهداف آخر للحزب في طبريا وغيرها. وجاءت هذه الضربات مع نشر فيديو «الهدهد 2» كجزء من العمليات الاستباقية والإشارات التي يطلقها الحزب حول استعداده وترقبه لما يمكن أن يقوم به الإسرائيليون من هناك.

ولا يمكن إغفال اهتمام الحزب بفتح جبهة الجولان، لتكريس معادلتين، الأولى هي معادلة وحدة الجبهات مع سورية وإظهار أنه قادر على الانخراط في المواجهة انطلاقاً من الجغرافيا السورية، وإن لم يكن النظام السوري راغباً في ذلك.

والأخرى، ضرب المعادلة التي حاول الإسرائيليون على مدى سنوات فائتة تكريسها وهي إبعاده وإيران وحلفائهما عن الجنوب السوري لمسافة ما بين 40 و80 كلم، وهنا يقول الحزب إنه قادر على استهداف الجولان ومناطق أعمق منه انطلاقاً من الأراضي اللبنانية ولا يحتاج إلى الأراضي السورية.

في المقابل، كانت قد تسربت معلومات قبل فترة نقلاً عن الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة، حول الاستعداد لإرسال تعزيزات ودعم بشري بالمقاتلين للحزب لمواجهة أي حرب إسرائيلية وللتصدي لأي توغّل محتمل في الأراضي اللبنانية. في حينها أعلن «حزب الله» أنه يمتلك فائضاً من المقاتلين ومن الأسلحة، وحصل على أسلحة نوعية ومتطورة حديثاً من طهران.

وفي هذا السياق، برز التركيز الإيراني على جبهة الجولان أيضاً، وسط معلومات تفيد بأن طهران تعمل على تعزيز مواقعها في الجنوب السوري، وهناك المزيد من التعزيزات العسكرية التي وصلت وتضم مقاتلين من فصائل عراقية موالية لإيران إلى مناطق جنوب سورية، تحسباً لأي تطورات قد تشهدها الجبهة، خصوصاً في حال فشل المفاوضات الدائرة حول وقف النار في غزة، لأنه بعدها هناك توقع بارتفاع منسوب التصعيد.