كتب أنطوان صعب في “اللواء”:
لم تحظَ مبادرة المعارضة بأي ترحيب، حتى من بعض الحلفاء، لا سيما أنها تعثّرت مباشرة في أول لقاء جمع نوابها مع اللقاء الديموقراطي في المجلس النيابي، وكان هناك كلام واضح من هذا اللقاء، بأن المبادرة لم ترقَ إلى أي جديد، أو أنها حملت مسائل يمكن البناء عليها، وشدّد اللقاء على ضرورة الحوار، ما يعني أن وجهة نظر الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي تتبنّى مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية أهمية الحوار بين اللبنانيين وتغليب الوحدة الداخلية.
وعلى هذه الخلفية، فالمعارضة بدأت تشهد حالة انقسامات في صفوفها، لا سيما أن بعضهم رأى أن التوقيت غير مناسب لإطلاق مبادرة للمعارضة، وهي لا تحمل جديداً، وتمنّى على الذين قاموا بهذا الطرح، بأنه كان عليهم التروّي، لذا كل المبادرات التي أطلقت حتى الساعة «واقفة مكانها»، من اللقاء الديموقراطي وكتلة الإعتدال وصولاً إلى المعارضة.
أما السؤال، فكيف ستكون الأوضاع في الأيام المقبلة؟ تشير المعلومات إلى أن التشاور سيبقى مستمراً، وثمة حركة لقاءات سيقوم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وسط ترجيح بأنه يحمل طرحاً من شقين أساسيين، هما عدم حصرية ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية من قبل الثنائي، وبالتالي التفتيش عن مخرج، أي أن يكون هناك جلسات متتالية دون أن يكون لديه أي مرشح، أي باسيل، لا بل يرفض إطلاقاً بأن يرشح أحد نواب تكتل لبنان القوي، ما يؤكده أحدهم بأنه ليس هناك أي أجواء ومعطيات تؤكد بأن باسيل يتجه لإعلان مرشح من التيار الوطني الحر أو تكتل لبنان القوي، لا بل أنه حسم هذا الجدل في أحد اللقاءات مؤخّراً، بمعنى لا مرشحين من التكتل، ولا زال متمسّكاً بترشيح جهاد أزعور في ظل التقاطع مع المعارضة، لا سيما حزب القوات اللبنانية، على الرغم من الخلافات العميقة بينهما، لا بل أن جولات باسيل قد لا تشمل القوات اللبنانية، حيث تفاعلت وتنامت مؤخراً الخلافات فيما بينهما، ما يعني الأمور ذاهبة إلى مزيد من التشرذم، فيما التوافق على مرشح رئاسي يأخذ أبعاداً دولية وإقليمية، وفي الداخل ما يقوم به هذا الطرف وذاك، أو هذه الجهة السياسية وتلك، إنما يدور في حلقة مفرغة لتعبئة الوقت الضائع، لأنهم يدركون أن المرحلة لا زالت صعبة ومعقّدة دولياً وإقليمياً، ولم يحن بعد وقت انتخاب رئيس للجمهورية.