وقع رئيس جامعة القديس يوسف رئيس مجلس ادارة مستشفى اوتيل ديو الأب سليم دكاش بروتوكول تعاون طبي وأكاديمي مع مستشفى الكورة ينطلق مطلع آب المقبل، في ختام زيارة لدكاش الى مستشفى الكورة تفقد فيها الاقسام واطلع من رئيس مجلس الإدارة الدكتور بسام عيسى والاطباء الاختصاصيين على سير العمل.
وكان غداء تكريمي حضره إلى جانب دكاش، النواب فادي كرم وجورج عطاالله واديب عبدالمسيح، الوزيران السابقان البير سرحان وريمون غجر، النائب السابق سليم سعادة، القائمقام كاترين الكفوري انجول، مديرة جامعة القديس يوسف في الشمال الدكتورة فاديا علم الجميل، مدير جامعة سيدة اللويزة -برسا الاب فرانسوا عقل واعضاء مجلس ادارة مستشفى الكورة ورؤساء بلديات وجمعيات وحشد من الاطباء.
وألقى مدير عام المستشفى وسام عيسى كلمة رحب فيها بدكاش والحضور وقال: “رعشة إجلال تنتابني وأنا أتكلم امام سيد الحكمة، فإذا كان الحضور الكريم صدرنا فهو القلب في الصدر. منذ ثلاثين عاماً مارسنا مهنتنا بصمت وثبات، ابتعدنا عن الضوضاء والمماحكة، وثقنا علاقتنا بأهلنا وبهذه الأرض الطيبة. لم نأت صدفة إلى ربوع الكورة ولم يتوقف بنا قطار الرحيل في منتصف الطريق. تركنا ممالك طبية في الغرب وعدنا لنعيش ونموت حيث ولدنا. عودتنا يعتبرها البعض حماقة إقتصادية وتهورا وطنيا وعنادا سياسيا، غير أننا نعتبرها أبسط أنواع الشعور بالمسؤولية الوطنية وإن مرصعة بفيض من الحنين. وكنا كما أنتم، نعيش على وهم حسي وسحابة صيف إلى أن داهمنا الطوفان. فانهارت المنظومة وفتكت الجائحة، وأهلنا وأغلبهم من المثقفين والأساتذة والموظفين التحقوا بين ليلة وضحاها بعالم الفقر. وكان علينا، إما أن ننحدر ونخبئ الدنانير الصفراء لغد أسود وإما أن ننتفض ونخرج من الركام. نیرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجف تملأ الوادي سنابل”.
وأضاف: “في أحلك الظروف لم نكن يوماً في ضائقة مادية، وفي أي وقت كان بإمكاننا أن نحصد ثلاثين من الفضة ونرحل، ودائما نستطيع أن نجد كل الأسباب الموجبة للإنسحاب، غير أننا أردنا الأفضل لأهلنا والعناية لمرضانا والإمتياز لأطبائنا والسعادة لموظفينا فأطلقنا العنان للإبداع. نريد للزهرة أن تعبق وللطفل أن يبتسم وللفرح أن ينتشر. قررنا الإتجاه إلى مشروع جديد والإستعانة بمرجع تاريخي أكاديمي عريق. فتح أوتيل ديو صدره وبصره وبصيرته واحتضننا”. لم يطلب أوتيل ديو مكسبا مادياً أو سياسياً أو طائفياً أو مناطقياً، فتح صدره وردد سياده الأب دكاش: معاً سنعمل للخير”.
وتابع: “قررنا الصعود من هضاب الكورة إلى ما بعد بعد الغيوم الحالكة، ولنا في هذا المسار سلماً ومتين حبل، ألا وهو أوتيل ديو وجامعة القديس يوسف. نأمل أن نكون في المكان اللائق بكم هناك في القمة حيث ينحدر السيل ولا يرقى الطير، نوفر العناية الجيدة لنطرد المرض. أعطر الشكر للأطباء الذين حافظوا على أخلاقية مهنتنا. ألف تحية لمجلس الإدارة الذي تحدث بصوت واحد منذ ثلاثين عام. وللمساهمين الذين لم يناقشوا الميزانية مرة واحدة خلال كل هذه السنين كل الشكر على ثقتهم. للإداريين الذين حرصوا على حبة الزيتون وللموظفين الذين لم يغادروا مواقعهم في أحلك الظروف. لهؤلاء جميعاً، وهم مستشفى الكورة، وعد بغد أفضل”.
وختم: “يسعدنا أخيراً أن نرى أن المستقبل يعدنا ببوتقة من المستشفيات الجامعية. نأمل أن يكون خلف كل منزل مستشفى جامعي لننام قريري العيون لأن أهلنا وأحباءنا في الكورة تحت رعاية دائمة عندها يمكننا، نحن الرعيل القديم في مستشفى الكورة، أن نرحل قائلين: أطلق عبدك يا رب، إن عيناه قد رأتا”.
بدوره حيا الاب دكاش الحضور ونوه بالتنظيم في المستشفى وبعمل الطواقم الادارية والطبية والتمريضية. وقال: “الكورة في الشمال والقلب على الشمال وهي مهمة جدا في حياة الوطن، واليوم الواضح أهمية هذا التعاون على الصعيد الاقتصادي والوطني وبخاصة على الصعيد الصحي ونحن نسعى لكي يبقى لبنان مستشفى الشرق، ويهمني ان أشير هنا الى انه ورغم التدني البسيط في المستوى الأكاديمي الا أننا سنسعى جاهدين دائما لإعادة رفع المستوى التعليمي والجامعي ونسترد عافيتنا ورأس مال اللبناني الثقافي والمعرفي ونفتح المجال أمام عودة كل الشباب الذي هاجر وتستفيد منه كل بلدان الانتشار”.
وتحدث عن “القيم الأخلاقية والمهنية لا سيما الطبية، واعتذر عن عدم تمكن العميد نمر عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف من المشاركة، ولكن زيارته ستكون قريبة ليرى ويفرح كما فرحنا بما شاهدناه من تنظيم وتحديث للمستشفى ويتذوق كما تذوقنا من اجواء فرح ومحبة”.
وختم: “اليوم وضعنا الخطوط العريضة ونأمل أن تتطور الأمور نحو الأفضل، لن ادخل في التفاصيل لكنني أؤكد ان الجامعة اليسوعية ستدعم دائما هذا العمل ولن نسمح بأن تعيق عملنا الأمور المالية وبهذه الروحية وبثقتنا بشعب لبنان سننهض بكل القطاعات رغم المعاناة. عشتم وعاش النبض الكوراني”.