كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
شدّد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء على أنّ “جبهتنا لن تتوقف ما دام العدوان مستمراً على غزة والتهديد بالحرب لن يخيفنا. وتمادي العدو في استهداف المدنيين في لبنان سيدفع المقاومة الى اطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق”، مؤكداً أن “في حال توقف العدوان، الجهة التي تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانية، وكل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح، مستقبل الوضع في الجنوب سيتقرر في ضوء نتائج هذه المعركة. وأيا يكن الدعم الذي ستقدمه الدولة اللبنانية لأهلنا في القرى والجنوب، سنعمل واياكم وبكل وضوح لاعادة اعمار بيوتنا ومنازلنا وسنشيد قرانا الامامية كما كانت واجمل مما كانت”. فما هي الرسائل التي أراد نصرالله توجيهها ولمن؟
رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد يتساءل عن “إصرار نصرالله على ربط مصير ومسار ومستقبل لبنان بمصير ومستقبل غزة”، مؤكداً لـ”المركزية” ان “هذا الربط الذي لم يكلّفه أحد به والذي يتفرّد بصناعته وبوضعه قيد التنفيذ، مرفوض، لأن غزة غزة ولبنان لبنان، ومَن يدافع عن لبنان هم اللبنانيون مجتمعين، ولا يحقّ لأي فريق، أكان حزب الله ام غيره، ان يتفرّد بهذا القرار”.
ويضيف: “نصرالله قال بأنه يسلّم التفاوض للدولة اللبنانية، وهذه نقطة مُقدَّرة، إنما علينا ان نُدرِك بأنه بتسليمه التفاوض للدولة اللبنانية مع غياب انتخاب رئيس ومع حكومة تصريف أعمال، يعني أنه يكلّف رئيس المجلس النيابي نبيه بري عملياً بإدارة المفاوضات، والرئيس بري يضع الدولة اللبنانية كإطار وساطة بين دوائر القرار الخارجية المفاوِضة وبين حزب الله، اي بهذا المعنى أصبحت الدولة اللبنانية برئاسة الرئيس بري الطرف الذي يُفاوِض باسم جميع اللبنانيين، وستعمل كل هذه الدولة مع تاريخها وجبروتها وموقعها ومستقبلها وعلاقاتها الخارجية، كصندوق بريد بين الضاحية الجنوبية من جهة ودوائر القرار العالمية من جهة أخرى”.
ويتابع سعيد: “كما ان نصرالله تعهَّد بأنه سيعيد بناء القرى الجنوبية التي تهدَّمت خاصة قرى الشريط الحدودي. هذا الكلام طبعاً، جاء ليصبّ الماء البارد على الرؤوس الحامية التي من حقها أن تسأل من سيقوم بعملية الإعمار بعد الحرب، وهل سيتخلى عنها السيد حسن نصرالله او أنه سيقوم بما عليه، وهل ستتخلى عنها الدولة اللبنانية ام ستقوم بما عليها. هذا الكلام أعتقد بأنه كان من باب استيعاب الناس الذين يطرحون اسئلة ولهم كل الحق بأن يطرحوها”.
ويردف: “كذلك أعلن أن المفاوضات التي سيقودها الرئيس بري غير منطلقة من قواعد او من نقاط تمّ الاتفاق عليها مع المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، بينما كل المتابعين يدركون أن هذا الوضع غير موجود. محصِّلة هذا الكلام، وما يهمنا وما يجب ان يحصل، اولا ان يصار إلى وقف إطلاق نار في لبنان بمعزل عن وقفه في غزة، وثانياً ان ننتخب رئيساً لجمهورية لبنان اليوم، وان تتحمل كل القوى النيابية وعلى رأسها قوى المعارضة مسؤولية البحث الجدي عن التوصل إلى مخرج لانتخاب رئيس يتولى المفاوضات عنوة عن الرئيس بري، لأن لبنان في الحال الذي هو فيه مكشوف الرأس من الطبيعي ان يتولى الرئيس بري عملية التفاوض باسم جميع اللبنانيين”.
وتوجّه سعيد “الى مَن هم حريصون على المسيحيين ومستقبل المسيحيين وحقوقهم ويتكلمون في النهار أكثر من الليل عن المسيحيين، اليوم المناسبة الحقيقية لأن يُعلِن كل الناس عن إطلاق ورشة عمل نيابية فورية بالتنسيق مع زعماء كل اللبنانيين، وان تقوم الورشة هذه بنزع كل الألغام التي منعت حتى اليوم انتخاب رئيس. وشأنهم ان يعطونا ليس فقط هموما مشتركة بل نتائج في اسرع وقت ممكن”.
وختم: “أما في موضوع الحرب والسلم، فأعتقد ان هذا الرجل الذي يظن بأنه سيخرج مرتاحاً من هذه المعركة، لا يُدرِك أنه غير قادر على توظيف او تسييل هذه المعركة. وما قام به خلال المعركة في الوضع الداخلي اللبناني، ليس لأن هناك قوى سياسية في وجهه، بل لأن التركيبة الاجتماعية اللبنانية تمنع سيطرة حزب على جميع الافرقاء اللبنانيين”.