كتب منير الربيع في “الجريدة الكويتية”:
مع تأكيد الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله عدم وجود اتفاق مع واشنطن لترتيب الوضع في جنوب لبنان، علمت «الجريدة» أن الحزب يستعد لمسار طويل من المواجهات القابلة للتصاعد مع إسرائيل في الفترة المقبلة، خصوصاً مع الارتباك الحاصل مع اقتراب الانتخابات الأميركية، وترقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتزاع مطلق صلاحيات الكنيست في عطلته السنوية نهاية الشهر الجاري.
وترك نصرالله الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، والأهم أنه لا يكتفي بقراءة المواقف الأميركية المعلنة بالضغط على إسرائيل لمنعها من التصعيد أو من توسيع الحرب، لأنه يعتبر غير المعلن أميركياً يبقى أخطر، وأمام هذه الوقائع لا يزال الحزب يعمل وفق استراتيجية النفس الطويل، وعدم الاطمئنان إلى المواقف الأميركية، بل يواصل ضغوطه لوقف الحرب على غزة، وبالتالي وقف المواجهة في الجنوب.
وجاء موقف نصرالله بنفي الوصول إلى اتفاق لعدم منح أي ورقة للأميركيين أو الإسرائيليين أو رسالة طمأنة، واستعداده لتغيير الإدارة الأميركية في ظل التطورات الحاصلة، وتراجع بايدن أمام خصمه الجمهوري دونالد ترامب.
وفي تفاصيل الخبر:
بخلاف كل المواقف التي تشير إلى أن هناك اتفاقاً لبنانياً مع الولايات المتحدة، حول ترتيب الوضع في جنوب لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن مثل هذا الاتفاق غير موجود. يترافق ذلك مع معلومات توافرت لـ «الجريدة» بأن حزب الله يستعد لمسار طويل من المواجهات القابلة للتصاعد في الفترة المقبلة، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، وما بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، وإلقاء كلمته أمام الكونغرس، وبعد نهاية شهر يوليو، حيث يصبح نتنياهو مطلق الصلاحيات في ظل دخول «الكنيست» في عطلة سنوية.
ويترقب لبنان المزيد من التصعيد من الآن حتى موعد الانتخابات الأميركية، خصوصا في ظل معلومات تفيد بأنه خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لواشنطن، والتي ضغط فيها الأميركيون عليه لمنع توسيع الحرب ضد حزب الله، إلا أنه في المقابل نجحت إسرائيل في الحصول على المزيد من الأسلحة المتقدمة والمتطورة، وآخرها قنابل استخدمت في مجزرة المواصي لاستهداف قائد كتائب القسام محمد الضيف. في هذا السياق، تشير المصادر المتابعة إلى أن هناك أسلحة أميركة جديدة ستحصل عليها إسرائيل في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع زيارة نتنياهو التي سيستغلها للضغط أكثر على إدارة جو بايدن، الذي سيكون مضطرا للإعلان عن حزمة مساعدات جديدة لإسرائيل.
وترك نصرالله الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات، والأهم هو أن الحزب لا يكتفي بقراءة المواقف الأميركية المعلنة التي تشير إلى الضغط على إسرائيل لمنعها من التصعيد أو من توسيع الحرب، فبالنسبة إلى حزب الله فما هو غير معلن أميركياً يبقى أخطر، أمام هذه الوقائع لا يزال حزب الله يعمل وفق استراتيجية النفس الطويل، وعدم الاطمئنان إلى المواقف الأميركية، بل يواصل ضغوطه لوقف الحرب على غزة، وبالتالي وقف المواجهة في الجنوب. لا بد من مراقبة زيارة نتنياهو لواشنطن وما ستحققه، وإذا كان سيحصل على المزيد من الأسلحة الأميركية.
هنا جاء موقف نصرالله في نفي الوصول إلى اتفاق، فهو بالتأكيد في ظل الحرب لن يعطي أي ورقة للأميركيين أو الإسرائيليين بالقول إن الاتفاق قائم، ما يعتبر رسالة طمأنة، ثانياً هو يقرأ التطورات الحاصلة في أميركا على صعيد الانتخابات، والتراجع الذي يسجله بايدن أمام خصمه الجمهوري دونالد ترامب، وبالتالي فإنه يستعد لتغيير الإدارة الأميركية وفريق العمل الذي كان يعمل على نسج الاتفاق، خصوصا في ظل إصرار نتنياهو على إطالة أمد الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.
وأمام هذه الوقائع يترقب لبنان احتمال حصول المزيد من التصعيد في العمليات العسكرية، بينما في المقابل تبرز مساع دولية كبيرة في الأمم المتحدة لإصدار موقف جامع عن مجلس الأمن يخص الملف اللبناني، ويدعو إلى وقف إطلاق النار، ويمنع إسرائيل من مواصلة التصعيد أو توسيع الحرب، وهو ما يتزامن مع تفعيل المفاوضات حول التجديد لقوات الطوارئ الدولية.