كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
ما زال حزب الله يدرس خيارات التعامل مع العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن… وفقا لمصادر موثوقة جدا في «الثنائي الوطني» فانه لا يمكن نفي أو تأكيد قيام حزب الله بعملية ضد الكيان الغاصب ردّا على هذا العدوان، وكل الأمور تبقى مرهونة بقرار قيادة حزب الله النهائي، وتضيف المصادر ان عدم نفي الحزب لاحتمالية الرد ووضعه هذا القرار ضمن الخيارات المطروحة يعني اننا قد نشهد في أية لحظة عملية نوعية ممهورة بعنوان وحدة المسار والمصير بين المقاومة في لبنان والحوثيين في اليمن الشقيق.
للوهلة الأولى، قد يفهم من هذا الكلام ان حزب الله يستعد للانخراط في الحرب الشاملة إذا ما قام بردٍّ من لبنان على استهداف اليمن الشقيق، ولكن كل المعطيات والمعلومات تؤكد بان حزب الله ما زال يلتزم بقواعد الاشتباك ولا يسعى للحرب الشاملة، وفقا للمصادر الموثوقة ذاتها فان أي تصعيدا للعدو الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية سيقابله تصعيد في داخل الكيان الإسرائيلي أي معادلة الضربة بالضربة، وتوسيع الأهداف ورقعة الاشتباك سيدفع بالحزب أيضا الى توسيع الأهداف ورقعة الاشتباك.
وعليه، فان المعادلة التي التزمها حزب الله منذ معركة طوفان الأقصى في ٧ تشرين الأول الماضي ما زالت قائمة بالنسبة للتصعيد وإدارة المعركة على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة، في حين ان معركة الإسناد ذاتها التي التزمها الحزب أيضا نصرة للشعب الفلسطيني لن تتوقف قبل توقف الحرب في غزة.
يبدو واضحا ان حزب الله ما زال يلتزم بقواعد الاشتباك بالموازاة مع تأكيد قياداته بانه مستعد للحرب ولأسوأ الاحتمالات على حد تعبير نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وعلى هذا الأساس، فان مسألة اندلاع حرب شاملة من عدمها يبقى رهنا بالتطورات الميدانية على الأرض، وباختصار يمكن التأكيد بل والجزم وفقا للمصادر الموثوقة ذاتها بان الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات، ولا يمكن لأي طرف نفي أو تأكيد إمكانية تطور وانفلات الأمور في لحظة ما نحو حرب شاملة.
وفي خضم هذا اللااستقرار الأمني على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة بل وعلى كافة الأراضي اللبنانية خصوصا وفي المنطقة عموما، يبدو الملف الرئاسي اللبناني في آخر سلم الأولويات بمعزل عما يحكى عن مبادرات ومساعٍ وزيارات سرية أو غير معلنة لانتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن وتحديدا قبل نهاية العام الجاري كزيارة الموفدين الأميركي اموس هوكشتاين والفرنسي جان إيف لودريان الى الرياض التي تفرّدت «اللواء» بنشر تفاصيلها.
وفي أول تعليق على هذه الزيارة، أكدت المصادر انه لا يوجد أي مؤشرات أو مقدمات لحل الملف الرئاسي في لبنان حتى لا نقول لا داعي لها طالما لا يوجد قرار جديّ لبعض القوى في الداخل والخارج لحل هذا الملف، جازمة، بأنه لو وجد هذا القرار لكنّا رأينا تغيّرا في مواقف بعض القوى المسيحية في الداخل اللبناني.
واعتبرت المصادر ان كل ما نراه من مبادرات هو مضيعة للوقت في ظل غياب أي خطوات جديّة للحل، وعليه، فاننا نؤكد من موقعنا ان الملف الرئاسي «مجمّد» ولا يوجد أي شيء ملموس نبني عليه لنقول بان هناك حلولا قريبة، وتعليقا عما يقال عن انتخاب الرئيس قبل نهاية العام الجاري، اكتفت المصادر بالقول «لقد سمعنا الكثير من هذا الكلام» منذ خلو سدة الرئاسة في تشرين الأول ٢٠٢٢، نقطة على أول السطر.