كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يبدو من المسار العام للتطورات في لبنان، سيما المتصل منها بالملف الرئاسي والتحركات الهادفة الى ملء شغوره، ان قوى المعارضة باتت على وشك استسلامها بدورها للامر الواقع لجهة تعذر انجاح مبادرتها ذات الاقتراحين حول اليات جلسات التشاور لانتخاب رئيس للجمهورية راهنا كون الوقت اليوم ليس مهيئا وناضجا لطرح مبادرات فعلية وجدية مقبولة لاتمام الاستحقاق لان الوضع في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان دخل مرحلة ترتيب اوضاع جديدة وربما خرائط وانظمة حكم . حتى ان ثمة من يقول بحدود جديدة لبعض الدول، وان كل الاطراف الداخلية في لبنان تنتظر ما ستتمخض عنه التسويات والاتفاقيات الجدية ليتبين اي رئيس تحتاجه المرحلة الجديدة واي صفات واقتناعات لديه تناسب المرحلة المقبلة. لذلك اصطفت المعارضة في الطابور بانتظار رسم خارطة طريق لوضع المنطقة لا تنفيذ خارطة طريقها التي طرحتها لانتخاب الرئيس، وهي باتت مقتنعة بأنها لا يمكن ان تؤمن غالبية نيابية لامرار مبادرتها نظرا لعدم وجود عامل دفع جديد لا داخلي ولا خارجي. علما ان الترتيب الجديد لوضع المنطقة يستدعي انتخاب رئيس لبناني يشبه المرحلة المقبلة لا المرحلة الحالية التي يمر فيها لبنان ودول المنطقة . لذلك كل ما يجري هو لعب في الوقت الضائع . والمعارضة سجلت موقفا ليس الا في انتظار الانتهاء من رسم خارطة طريق المنطقة .
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ”المركزية” في السياق: من المبكر الحديث عن تسويات في المنطقة والاقليم ، كون العالم اجمع لا يزال في حالة من انعدام التوازنات التي تملي التفاهمات. لذا فان اسرائيل التي تعي جيدا هذا الامر تحاول جر الولايات المتحدة الى حرب واسعة تتطلع اليها مع ايران باعتبار انها وحدها غير قادرة عليها في حين ان الادارة الاميركية الراهنة برئاسة جو بايدن كانت تحاول الوصول الى تسوية ولو جزئية مع طهران بشأن ملفها النووي . طالما ان الصراع الام لم يحسم، اعتقد ان الحلول في المنطقة لن تتبلور . اميركا التي تدرك جيدا الواقع على الارض تمارس اقسى الضغوط لعدم انزلاق الاوضاع باتجاه الحرب الشاملة. من جهته رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يدفع بالامور الى الامام تمريرا للوقت مراهنا على وصول دونالد ترامب الى سدة الرئاسة، هو الداعم لمشاريعه ضد ايران وحزب الله ومحور الممانعة .
اما بالنسبة الى انتخاب رئيس للجمهورية فمن الصعب راهنا اجراء الاستحقاق كونه يفتقر للتوازن الايجابي داخليا واقليميا ودوليا حيث شد الحبال والتنافس على اشده . علما ان الرئيس العتيد يفترض ان يشبه المرحلة المقبلة بمعنى ان يكون قادرا على محاكاة المجتمعين العربي والدولي. هناك خطوط عريضة للتسوية المنتظرة لم تكتمل بعد ليصار الى وقف الحرب في غزة والجنوب وتاليا لا مؤشرات بعد لملء الشغور الرئاسي عما قريب.