كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تقدم نواب المعارضة امس، بعريضة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، طالبوه فيها بعقد جلسة مناقشة حول مسألة الحرب القائمة وتداعياتها. وجاء في العريضة انه “مع وصول التصعيد والتهديدات الى أعلى مستوى منذ الثامن من تشرين الاول الماضي وازدياد المخاوف من توسع رقعة الحرب الدائرة والتي كلفتنا حتى الان المئات من أرواح اللبنانيين والالاف من الوحدات السكنية المدمرة بالكامل عدا عن الاضرار الاقتصادية والبيئية من جراء الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، ومع ما يرتبه هذا التصعيد من تداعياتها على لبنان وشعبه على مختلف الاصعدة والمناطق ، لا سيما في ظل الازمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلد وفي ظل استمرار تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتاج السلطة وانتظام المؤسسات تقوم بدورها الدستوري في مواجهة المخاطر التي تحدق بلبنان.
ومن منطلق المسؤولية الوطنية وفي ظل تخلي حكومة تصريف الاعمال عن دورها في التعاطي مع هذه الحرب، وتخليها عن مسؤوليتها منذ يومها الاول، والتي يجب على المجلس النيابي مطالبتها باستعادتها عبر المبادرة في اتخاذ سلسلة اجراءات (….) وبناء على المادة 137 من النظام الداخلي لمجلس النواب نتقدم اليكم بطلب عقد جلسة لمناقشة الحكومة بموضوع الحرب القائمة ومنع توسعها وتقاعسها من قيامها بواجباتها الدستورية، ومطالبتها باتخاذ اجراءات فورية، متمنين حصول هذه الجلسة في اقرب فرصة”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإنها الدعوة الثانية الى الحوار التي توجهها المعارضة الى بري وعبره الى الثنائي الشيعي. في المرة الاولى، مَدُ اليد أتى للتدارس في المبادرة الرئاسية التي وضعتها المعارضة كخريطة طريق لاجراء الاستحقاق المعطل منذ اكثر من سنة. والمرة الثانية، هي اليوم، للتباحث تحت قبة البرلمان في تحدّ مصيري تواجهه البلاد الا وهو الحرب المستمرة منذ 8 تشرين الماضي.
في الملف الرئاسي، تضيف المصادر، الثنائي الذي لا ينفك يدعو الى الحوار، رفَض ملاقاة اليد الممدودة للمعارضة، ولم يقبل حتى باستقبال الوفد الذي شكّلته من اجل مناقشة مبادرتها، اي انه يطرح فكرة الحوار لكنه في المقابل يرفض لقاءَ المعارضة ليستمع الى وجهة نظرها رئاسيا، علما ان ما تطرحه هو ايضا مشاوراتٍ واتصالات بين الكتل، لكن في صيغةٍ لا تشبه الصيغة التي يطرحها بري!
اما في ملف الحرب، فهي بدأت من دون ان يستشير حزب الله اللبنانيين شعبا ودولة وحكومة ومجلسا نيابيا، بها. اي انه في الرئاسة يدّعي انه مع الحوار، لكن في مسألة بحجم فتح حرب، لا يرى داعيا للحوار. على اي حال، ها هي المعارضة، تطلب مرة اخرى من بري، صاحب شعار الحوار والمُتمسّك به تمسّكا “فظيعا”، ان يتم التحاور حول هذه الحرب، بين كل الكتل النيابية في مجلس النواب.
فهل سيتجاوب رئيس المجلس مع هذا المطلب، ام سيقفل ابوابه في وجه المعارضين تماما كما فعل مع طرحهم الانقاذي الرئاسي؟! حتى الآن الاجواء التي رشحت عن اوساطه لا تشجع بل هي استهزأت، مع الاسف، بالعريضة المُعارِضة، تختم المصادر.