كتبت لورا يمين في “المركزية”:
اشار وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في تصريح الاحد، الى ان النار المشتعلة في اليمن يمكن رؤيتها من جميع أنحاء الشرق الأوسط، وسنفعل ذلك كلما تطلب الأمر. ولفت غالانت الى انه “إذا تجرأ الحوثيون على شن هجمات علينا فإننا سنقصفهم”، مضيفا “الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة، والمرة الأخيرة أدى هجومهم إلى مقتل مواطن إسرائيلي”. وتابع “دم مواطنينا ليس هدرا وهذا ما يتم إدراكه في لبنان واليمن وكل مكان آخر”.
هذه المواقف ترافقت مع قرنٍ اسرائيلي، للقول بالفعل. فردا على استهداف الحوثيين لتل ابيب، قصف الجيش الاسرائيلي منشآت في ميناء مدينة الحديدة غربي اليمن. وقد تحدث الحوثيون عن سقوط قتلى ومصابين، بالإضافة إلى اشتعال النيران في منشآت مدنية هي مباني شركة الكهرباء ومستودعات الوقود إضافة إلى محطات توليد الكهرباء بالميناء الذي يعود إنشاؤه إلى العام 1961، ضمن تعاون يمني روسي.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف الحديدة. وقالت الإذاعة: في مناقشات حول الموافقة على أهداف الهجوم، تقرر في إسرائيل ضرب موقعين في ميناء الحديدة وبالقرب منه: الأول: البنية التحتية للطاقة، حيث تمت مهاجمة حوالي 20 منشأة تخزين للوقود، معظمها داخل مجمع الميناء وبعض منشآت التخزين التي وضعها الحوثيون بالقرب من الميناء. الثاني: قدرات تفريغ البضائع في الميناء، حيث استهدفت إسرائيل عمداً رافعات وظيفتها تفريغ البضائع من السفن إلى الرصيف…
وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الضربات الاسرائيلية هذه، التي تحصل للمرة الاولى، تدل على ان اي فعلٍ غير مدروس من قِبل أذرع الممانعة في المنطقة، يتخطى الخطوط الحمراء للمواجهة الحاصلة منذ طوفان الاقصى، سيتم الرد عليه بخطوات نوعية مماثلة، تتجاوز ايضا كلَ السقوف المعهودة وقواعدَ الاشتباك التقليدية.
اسرائيل تريد توجيه رسالة عبر اليمن، الى كل اذرع الممانعة، فيكون ضربُ الحديدة “عبرة لمن اعتبر”، لتدرس هذه الفصائل خطواتِها جيدا قبل الإقدام عليها، لانها ستدفع ثمن اي خطأ في الحسابات، تماما كما قال غالانت.
في الموازاة، تشير المصادر الى ان الرسالة الثانية هي لواشنطن. فقد قال رئيس مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تنسّق مع إسرائيل بشأن غاراتها الجوية في اليمن، السبت، ولم تشارك فيها، وأضاف أن الولايات المتحدة تعترف تمامًا “بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.
وعدمُ إبلاغ تل ابيب واشنطن بما ستفعله يدل على انه، عندما ترى ان بات من الضروري ان تتحرك ضد حزب الله او سواه، فإنها لن تستشير الولايات المتحدة او تقف عند رأيها، ولو كانت الاخيرة تعمل على تسويات وحلولا لمنع تمدد الحرب وتفضّل الخيار الدبلوماسي على اي خيارات اخرى.