كتب أنطوان صعب في “اللواء”:
عُلم أن اللقاء الأخير بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي سابقاً في عين التينة، لم يكن عادياً، بل كان هناك بحث عميق في كل الأوضاع، لا سيما الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المعلومات الموثوقة إلى أن جنبلاط أخذ على عاتقه القيام باتصالات مع بعض القوى السياسية من أجل حضّها على المشاركة في التشاور أو الحوار في مجلس النواب، وبرئاسة بري، وقد بدأ اتصالاته مع بعض الأقطاب، وثمة فريق عمل كلّفه جنبلاط القيام باتصالات مع بعض الأحزاب المسيحية لهذه الغاية، أما لماذا هذا التحرك الجنبلاطي؟
فإنه يأتي بأهداف فرنسية بعد تمنٍّ من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وبعد زيارة جنبلاط إلى الإيليزيه، ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما يعني أن هناك تواصلا فرنسيا-اشتراكيا.
ولهذه الغاية، فإن جنبلاط بدأ هذه الاتصالات من أجل التوصّل إلى نتيجة إيجابية عبر إتصالات مع بعض الأحزاب المسيحية والقوى المعارضة ، لا سيما أن التيار الوطني الحر قَبِلَ بهذا الخيار، لكن هل ينجح جنبلاط في اتصالاته؟ بعد أن حسم حزب القوات اللبنانية والكتائب وغيرهما بعدم المشاركة، وصولاً إلى عدم تحديد موعد من قبل رئيس مجلس النواب لبعض القوى المعارضة، الأمر الذي شكّل استياء لنواب المعارضة، ما يعني أن ثمة صعوبة كبيرة في أن يحصل أي خرق جنبلاطي في هذا الإطار بعد محاولات عديدة حصلت في هذا السياق.
وبناء عليه، فسبب عدم تحديد بري موعداً للمعارضة إنما جاء بالتناغم مع حزب الله بعد موقف لأحد نواب المعارضة، الذي هاجم فيه حزب الله ومشاركته في الحرب إلى جانب حماس من الجنوب، ما يعني الأمور ذاهبة باتجاهات سلبية إذا لم يحصل أي خرق في هذه المرحلة، ويبقى أن جنبلاط سيواصل لقاءاته، لكن كل ذلك يأتي في إطار الوقت الضائع.