IMLebanon

الوجود السوري في لبنان يتراجع

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الساعات الماضية، معلومات نُشرت بشأن تغييرات تشغيلية وهيكلية ستؤثر على عملها في لبنان، مشيرة إلى أن هذه التغييرات، التي سيتم تنفيذها اعتباراً من شهر نيسان 2025، إنما هي ناجمة عن واقع انخفاض في التمويل الذي ما زال يؤثر على عمل المفوضية منذ سنة 2016، والذي من المتوقع أن يستمر في وقت لا تزال فيه الاحتياجات في لبنان مرتفعة، لافتة إلى أنها تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ خيارات استراتيجية، بما يتماشى وولايتها الخاصة بالحماية وبمبادئ العمل الإنساني.

في موازاة هذه الخطوة، تواصل القوى الامنية عمليات اخلاء السوريين غير الشرعيين في صورة شبه يومية. في الساعات الماضية، أخلت دوريّات من أمن الدولة في الشمال بلدة عبرين في قضاء البترون، وبلدة بصرما في قضاء الكورة، بالإضافة إلى مدينة زغرتا من النازحين السوريّين، بعد أن كانت توجّهت إليهم بإنذاراتٍ بالإخلاء قبل فترة، بناءً على قرارات الجهات الرسميّة المختصّة. قبل ذلك، اجلت ٥٠ نازحاً من بلدة القلمون. وتم ايضا اجلاء السوريين القاطنين في مجمع الواحة في بلدة دده الكورة، وتفكيك المخيم الملاصق له، في حضور النائبين فادي كرم وجورج عطالله.. والعمليات نفسها تحصل تباعا في اكثر من منطقة لبنانية.

امس، اعلن مكتب عضو الجمهورية القوية النائب رازي الحاج انه وبعد مسح اجراه مكتبه هو الثاني في غضون اشهر، تبين انه من اصل 53 بلدية، طبقت 46 بلدية الاجراءات بشكل فعال مما انعكس انخفاضاً في الارقام، فيما 7بلديات لم تتمكن من تطبيق الاجراءات او طبقتها بطريقة جزئية ولم تحرز نتائج فعّالة. واعلن المكتب ان “تم وضع خطة لمنطقة ساحل المتن، وهي مسح للمحال غير الشرعية التي يشغلها سوريين وقد تم رصد اكثر من 500 محل في البقعة الجغرافية الممتدة من برج حمود – النبعة – سن الفيل، وهي المنطقة التي لا يمكن احصاءها بشكل دقيق، اما القرى والبلدات في وسط وجرد المتن بمعظم البلديات قامت بجهود كبيرة في اطار المحافظة على الانتظام العام وتطبيق القانون. واشار الى ان “انخفض العدد في المتن 9328 سوري غير شرعي خلال ستة اشهر، من 60798 الى 51650”.

بدوره،  شدد عضو “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط  خلال استقباله وزير التربية عباس الحلبي في جبيل، على ضرورة إيجاد حلول للسوريين غير الشرعيين المسجلين في المدارس الرسمية، لافتاً إلى أن هذا الموضوع يشكل خطراً كبيراً على مجتمعنا خصوصاً بعد استشهاد باسكال سليمان.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”لمركزية” الضغط الذي مورس من اجل تحريك هذه القضية، والذي كانت القوات اللبنانية ولا تزال رأس حربة فيه، حيث قدمت خططا ومشاريع على الحكومة لمعالجة القضية، وتحرّكت على الارض في مناطق حضورها، وايضا صعّدت في وجه الدول المعنية بالنزوح وفي وجه مفوضية اللاجئين، كل هذه الخطوات التي ايضا شارك فيها اطراف سياسيون آخرون لا يمكن إنكار دورهم، بدأت تعطي ثمارها، وها هو الوجود السوري يبدأ بالتراجع تدريجيا وها هي المفوضية تخفّض ايضا حضورها في لبنان، في خطوة من شأنها، بشكل او بآخر، ان تشجّع السوريين على المغادرة.

الاجهزة الامنية والعسكرية وبعد ان أمّنت غطاء من مجلس النواب، عبر العريضة التي صدرت عنه بعد ان ناقش الوجود السوري منذ اسابيع، تحرّكت بفاعلية وقامت بواجباتها في مواجهة اي وجود غير شرعي على الاراضي اللبنانية. وهذا يدل ان “الدولة متى تريد، تقدر”، وهذا يدل ايضا على ان الاصوات المعارضة، مؤثرة وفاعلة، وتحل احيانا محل الدولة، تختم المصادر.