كتب يوسف فارس في “المركزية”:
اكتسبت التطورات الميدانية في الايام الاخيرة دلالات شديدة الخطورة بما يعكس تماما قناعات اللبنانيين وتقديراتهم ومعطيات معظم القوى اللبنانية خصوصا المراجع الرسمية المعنية بتلقي التحذيرات الدولية والدبلوماسية حيال خطورة تصاعد المواجهات الجارية بين اسرائيل وحزب الله وحلفائه الميدانيين في الجنوب والتي تنذر باشتعال حريق اقليمي ينطلق من لبنان ويكون البلد ساحة دمار مفتوحة امامه . لم يعد خافيا ان المواجهات الميدانية التي حصلت مؤخرا سجلت نقلة خطيرة في رفع منسوب الاقتراب من الحرب الشاملة سواء من جانب اسرائيل التي ضاعفت عدد غاراتها اليومية على بلدات وقرى الجنوب مقترنة مع تكثيف لافت لعمليات ترصد واغتيال الكوادر والقادة الميدانيين في حزب الله وسواء من جانب الحزب الذي واصل بدوره اخيرا ترجمة تهديدات امينه العام السيد حسن نصرالله وزاد عدد المستوطنات الجديدة التي استهدفها للمرة الاولى .وتبعا لهذه المشهدية ثمة تقديرات جديدة دخلت على خط السيناريوهات المتصلة بالوضع الميداني في الجنوب وعبره يعتقد واضعوها من المعنيين والخبراء ان لبنان صار في عين العاصفة اكثر من غزة، لجهة ترقب العد العكسي لما ستفضي اليه التطورات بعد زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية لواشنطن والتي استبقها بضرب المنشات اليمنية واعدا بتعميمها على دول المنطقة.
رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر يرى عبر “المركزية” ان حرب المساندة لغزة، المفتوحة من جنوب لبنان لا تزال محافظة على وتيرتها او ما عرف بقواعد الاشتباك منذ اندلاعها حتى اليوم، والملاحظ انها تعنف بعض الشيئ تبعا لاقدام اسرائيل على رفع سقفها في غزة وتوسيع نطاقها في لبنان ما يدفع حزب الله الى استهداف مستوطنات ومراكز عسكرية في العمق الاسرئيليي ترجمة للتهديدات التي اطلقها امينه العام السيد حسن نصرالله والمحذرة من توسع نطاق العمليات.
ولاحظ ردا على سؤال ان ليس هناك نية حتى الساعة لدى الاطراف المعنية بالذهاب الى الحرب الواسعة خصوصا لدى اسرائيل التي تحاذر فتح جبهات اضافية وحزب الله الذي بدوره يجانب الموضوع نظرا لحساسية الوضع الداخلي وعدم تحميل لبنان المزيد من الدمار والخسائر . ولفت الى ان مفاعيل وارتدادات الضربة الاسرائيلية لمنطقة الحديدة اليمنية ستبقى مقتصرة على البحر الاحمر ولا خوف من انسحابها على لبنان على خلفية ربط الساحات ولرفض الولايات المتحدة الاميركية تلبية تطلعات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لجر ايران الى المعركة .وهو ما سيعود به من واشنطن على ابعد تقدير لان الادارة الاميركية راهنا في مرحلة كوما اداريا وسياسيا، بعد تطورات انتخاباتها الرئاسية، لكن الخوف مما قد يجره تجميد الملفات وغياب الحلول والانتظار الطويل لما بعد الانتخابات الاميركية.