كتب منير الربيع في “الجريدة الكويتية”:
انطلاقاً من المعلومات التي كشفتها «الجريدة» عن حصول «حزب الله» على أسلحة وصواريخ وطائرات مسيّرة متطورة جداً من إيران في الأيام القليلة الماضية، تؤكد مصادر «الجريدة» في بيروت، أن الحزب رفع جاهزيته العسكرية بشكل كامل استعداداً لأي خطوة إسرائيلية تتجه نحو التصعيد العسكري.
وقالت المصادر إن المعلومات تفيد بأن الاستنفار أصبح كاملاً في مختلف قطعات الحزب، وتجري الاستعدادات كأن الحرب ستقع رغم عدم توفر معطيات لديه تشير إلى جاهزية الإسرائيليين الجدية لخوض حرب ضده في لبنان.
يأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفته هيئة البث العبرية حول انتهاء الجيش الإسرائيلي من المناورات والتدريبات التي تحاكي شن حرب برية ضد لبنان.
ولا تزال بيروت تتلقى رسائل التحذير الدولية، كان آخرها رسالة روسية نقلها مبعوث وزير الخارجية الروسي الذي أبدى تخوفاً جدياً من إقدام إسرائيل على شنّ حرب على لبنان، وأن الروس يتعاطون كأن الحرب الإسرائيلية واقعة، فضلاً عن رسالة أخرى لم تُنقل رسمياً إلى بيروت تشير إلى تخوف دولي من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في أغسطس المقبل، وتحديداً بعد انتهاء الأولمبياد في باريس.
لا كلام، أو توقعات أو تقديرات حتى الآن، قبل عودة نتنياهو من الولايات المتحدة، والتي ستحدد نتائجها ملامح المرحلة المقبلة، وإذا كان سيتجه نحو المزيد من التصعيد أم هناك إمكانية فعلية للعودة إلى عقد اتفاق أو إبرام صفقة.
في هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن حركة حماس لم يعد لديها أي ثقة بالأميركيين وقدرتهم على ضمان موافقة إسرائيل على أي اتفاق أو صفقة، فللمرة الرابعة تفشل واشنطن في ممارسة الضغط على نتنياهو لتسهيل السير بالصفقة، وفي الأساس لا ثقة بنتنياهو الذي يريد إطالة أمد الحرب لأقصى فترة ممكنة.
وأضافت أن هناك تركيزاً لبنانياً على ما سينتج عن اجتماع نتنياهو بالرئيس الأميركي جو بايدن، مشيرة إلى أنه يعمل على توفير الأسلحة النوعية لتوسيع ضرباته.
وذكرت أن «إسرائيل تصرّ على المطالبة بأسلحة نوعية وثقيلة جداً وقنابل تزن أكثر من طن لإحداث أثر تدميري كبير في الأنفاق أو المناطق، وربما يمهد ذلك في ذهن الإسرائيليين إلى التقدم برياً نحو بعض المناطق الأمامية المحاذية للشريط الحدودي»، لافتة إلى أن «نتنياهو يطالب خلال زيارته واشنطن ولقائه بايدن بالحصول على هذه الأسلحة، بالإضافة إلى توفير الغطاء الأميركي لضرب حزب الله وكل مَن يهدد إسرائيل بما فيهم الحوثيون والفصائل العراقية، ولكن لا موافقة أميركية على ذلك، لأن أي عمليات من هذا النوع ستؤدي إلى توسيع نطاق الحرب وتحويلها إلى حرب إقليمية لا يمكن ضبطها».
وذكرت أنه، بحسب ما تقول المعلومات، فإن الإسرائيليين يطرحون على الأميركيين خطة من قسمين، الأول في الأسبوعين الأولين، يتم خلالهما تنفيذ عمليات عسكرية جوية كبيرة لاستهداف وتدمير مخازن الأسلحة والصواريخ عبر استخدام أسلحة لضرب مخازن وأنفاق تحت الأرض، مقابل التزام من «البنتاغون» بتوفير نوعيات معينة من أسلحة القصف الثقيلة لتدمير تحصينات كبيرة من أجل القدرة على التقدم، وقد أرسل الإسرائيليون رسالة ميدانية الأسبوع الفائت عندما تم استهداف مخزن أسلحة وصواريخ في عدلون.
وتابعت أن القسم الآخر، بعد هذين الأسبوعين، يتمثل في العمل على التقدم برياً لمسافة 5 كلم، وهو ما يحاول الإسرائيليون ونتنياهو بالتحديد إقناع الأميركيين به، لكن واشنطن غير مقتنعة به لا بالمعنى السياسي ولا بالمعنى العسكري، ومما يقوله الأميركيون لنتنياهو إنه كان قد أعلن في الأيام الأولى للحرب على غزة أنه يحتاج إلى بضعة أسابيع لتحقيق أهدافه، وقد مرّ 10 أشهر ولم يتمكن من إنهاء المعركة. ورغم كل هذه الأجواء فإن جهات أميركية لا تزال تستبعد اندلاع حرب واسعة.