أحيا “حزب الإتحاد السرياني العالمي” ذكرى شهدائه الـ 1132 في مهرجانٍ مركزي حمل عنوان “نحن الذين لجأنا الى المقاومة والنضال كي يبقى لنا لبنان والحرية”، في ساحة شهداء السريان في زحلة.
شارك الحضور إلى جانب رئيس “حزب الإتحاد السرياني العالمي”، أمين عام “الجبهة المسيحية” إبراهيم مراد كلٌّ من : النائب إيلي ماروني ممثلاً الرئيس الأسبق أمين الجميل ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، النائب جورج عقيص ممثلاً رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، منسق عام الجبهة السيادية وأمين الداخلية في “حزب الوطنيين الأحرار” كميل جوزف شمعون ممثلاً رئيس “حزب الوطنيين الأحرار” النائب كميل دوري شمعون، عضو مجلس قيادة حزب “حراس الأرز” كارول إتيان صقر ممثلة الحزب.
وأكد رئيس “حزب الوطنيين الأحرار” كميل جوزف شمعون أن “وجودنا في هذا الشرق ليس وجوداً عابراً أو طارئاً، وحضورنا هو حضور حرمون الجبل المقدس الذي يرمز في لغتنا السريانية إلى “سريون” النمر الرابض لحماية أرز الرب وأرضه المقدسة”.
ودعا “قوى المقاومة اللبنانية السيادية إلى أن تتكاتف وتتعاون على تحقيق وحماية لبنان وسيادته واستقلاليته وتعزيز مؤسساته الدستورية وقطع كل أيدٍ غريبة تمتد عليه”.
كما أكد النائب جورج عقيص ان “السريان ليسوا طائفة، هم قضية وطن وشعب، وكلّنا سريان: موارنة وأرثوذكس وكاثوليك، كلنا في لبنان سريان ما دامت قضية الوجود المقدس في أرض القداسة تجمعنا”.
وتابع: “صامدون دون سلاح ونحمل أصعب قضية ونقاوم سلمياً، بالسياسة، بالإنماء، بالوقوف إلى جانب أخينا حيثما كان، من عكار إلى عين إبل”.
وشدّد عقيص على أن “لا خلاص لنا إلا بوحدة المعارضة، إطمئنوا فالمعارضة موحّدة، ونحن في القوات اللبنانية لا ننوي فرض رأينا على أحد من شركائنا في المعارضة، كما لا نقبل أن يفرض أحد رأيه علينا، كلّ قراراتنا نتخذها بالشراكة والمشورة خلافاً لما يشيّعه الإعلام الأصفر، ومن يتهمنا بالإنعزال هو من عزَلنا عن العالم، ومن يتهمنا بالتقسيم والفدرَلة هو من أقام كانتونه الخاص ولا يدع الدولة تدخل إليه، وهو من يمنع قيامها لكننا صامدون وندفع الثمن الأغلى وهو ثمن قيام الدولة”.
أما رئيس حزب “الاتحاد السرياني” إبراهيم مراد، فقد إستهل كلمته بالتوجه إلى “رفاق النضال والقضية في أحزاب المقاومة المسيحية اللبنانية” طالباً منهم التأمل ملياً باللوحة التي تجمع شعارات الأحزاب المسيحية السيادية خلفه وقال: “ها هي الأرزة تتوسط أعلامنا، فكم نشبه بعضنا، وكم هم لا يشبهوننا بانتمائهم لمن يعادي هذه الأرض، فخسئوا”.
أضاف: “عندما تعرض لبنان الكيان والوجود المسيحي الحر لخطر الزوال هبّ شباب السريان للإنخراط في صفوف أحزاب الجبهة اللبنانية المسيحية، وقاتلوا من زحلة “مربى الأسود”، وفي هذا الساحة بالذات قام متراس المدينة الصناعية التي ركّعت أقزام حافظ الأسد على مداخل زحلة”.
وتابع: “من ينسى أحد أبناء هذه المدينة إبن السابعة عشر عاماً، الذي فجّر الدبابات السورية فأوقف هجومهم البربري؟ من ينسى كيف أغرق أهلنا السهل بالمياه لإعاقة وصول هذه الدبابات دفاعاً عن زحلة؟”.
وقال: “لم يعتدِ شبابنا على أي مكوّن من الطوائف الأخرى، توجّهوا إلى جانب أحزاب المقاومة اللبنانية المسيحية للدفاع عن أهلنا وقرانا في وجه الإعتداءات. ومن الـ ١١٣٢ شهيداً سريانياً إلى الـ ١٥ ألف شهيد من الكتائب والأحرار وحراس الأرز والقوات اللبنانية والروابط والإتحادات المسيحية، ألف تحيّة وتحيّة لدماء شهدائنا التي سقطت كي نبقى مرفوعي الرأس”.
أضاف مراد: “كُثر يسألونني: لمَ لا تطالبون بنواب ووزراء سريان، مدراء عامون أو حتى رؤساء بلديات، فأنتم بحسب الإحصائيات لستم أقلية؟ فأجبت: ما الفائدة من أن يكون لنا كل هؤلاء والمجتمع المسيحي بأكمله في خطر؟ لطالما كنا في الصفوف الأولى للمواجهة، وسنبقى. تنازلنا وسنتنازل عن كل شيء من أجل أن يبقى هذا الصليب ضارباً في أرضنا ومرفوعاً على تلالنا، هذا هو الأهم”.
وأردف: “شهداؤنا دافعوا عن وجودنا وعن الـ ١٠٤٥٢، لم نخجل يوماً كوننا مقاومة مسيحية دفاعاً عن جميع اللبنانيين وكل الطوائف دون استثناء”.
وقال: “كنا قد سلّمنا سلاحنا وأيدنا إتفاق الطائف السيّء الذكر، الذي قصم ظهر المسيحيين وقلّص صلاحيات رئيس الجمهورية ورمى بقائد المسيحيين الأول أحد عشر عاماً في معتقل الظلم، ونفى الرئيس أمين الجميّل وغيرهم من القيادات، وأتى “بخزمتشيّة” بإسم المسيحيين، ونصّبهم زعماء عليهم. إلا أن هذا الإتفاق الذي طبّقه السوري بعد نيله الملف اللبناني كهديّة، فتك بنا بالمؤسسات وبالدولة التي افتديناها بخمسة عشر ألف شهيد وبعشرات الآلاف من المعوّقين والمُقعدين، ومئات الآلاف من المهجّرين”، مؤكداً على أن “هذا النظام لم يعد صالحاً فقد مات ووجُب دفنه”.
أضاف: “النظام المركزي يأخذ منا كل شيء، فهو يتبع لميليشيا إرهابيّة مسلّحة مرجعيتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد ضربته وفتكت به وهي أولاً وآخراً لا تعترف بسلاح الجيش اللبناني”.
وكرر مراد إتهامه “ميليشيا حزب الله الإرهابية التي بأنها ميليشيا التهريب والكبتاغون والإغتيالات والتصفيات، وتُمعن في هدم مؤسسات الدولة بعد أن سيطرت بالمال الإيراني على أراضينا كي تتمكن من ترسيخ هويتها ومشروعها الإستراتيجي المتجسّد بإقامة ولاية الفقيه في لبنان”.
وقال: “هذا الحزب يقرر رغماً عنّا موعد ترسيم حدودنا البحرية وبيع ثرواتنا للعدو الإسرائيلي ويحدد موعد إبرام الصفقات تحت الطاولة، وقد عقد اجتماعاً منذ أسبوع لترسيم الحدود البرية. فعن أي نظام مركزي وعن أي دولة سنتفق معهم؟ هم لا يعترفون بنا ولا بكياننا اللبناني”.
ولفت مراد إلى أنه “كي لا تذهب تضحيات شهدائنا سدى، وكي نصمد ونبقى كمسيحيين متجذّرين في أرضنا، هناك خطوات علينا كمجتمع مسيحي بالدرجة الأولى ترسيخها، كي نستطيع التحاور مع الفريق الأخر وترسيخ عيش مشترك حقيقي، فالصمود لا يكون بالكلام والشعارات، بل بالأفعال”.
وتابع: “كم سعَينا لتأسيس صندوق تعاضد مسيحي، وكم درسنا مشاريع تنموية وصناعية في القرى لربطها باللوبي اللبناني الإغترابي، والبحث في منع إستثمار الأثرياء لأراضي الكنائس لترسيخ شبابنا في أرضهم. للأسف لم يُنفّذ حرف ممّا قلناه، فقد اختلفنا في ما بيننا، وانفرط عقد قوى ١٤ آذار وسيطرت الميليشيا أكثر فأكثر على كامل مفاصل كياننا”.
وجدّد مراد “مطالبة نوابنا السياديين وأحزابنا المقاوِمة تشكيل وفدٍ يمثّل الشعب اللبناني بكل مكوّناته السيادية، والتوجّه للأمم المتحدة لمطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرار 1559 من داخل مقر الأمم المتحدة، وليس فقط من العاصمة بيروت”.
وأشار إلى أن”المطلوب أن نجتمع لنقرر: المسيحيّون إلى أين؟ إلى مشروع مقاوم نواجه من خلاله أو الزوال؟”، لافتاً إلى أنه “علينا الإقتناع أن في الفدرالية خلاصنا وخلاص باقي المكوّنات كي نحافظ على عيشنا المشترك لنتمكن بالتالي من ترسيخ ثقافة الحياة والمحبة وتفعيل الإنماء والإقتصاد، وإعادة لبنان سويسرا الشرق كما كان وأكثر”.
ولفت إلى أننا “على تواصلٍ يومي مع كل القواعد والمسؤولين في الأحزاب اللبنانية السيادية ولا سيما المسيحية فالجميع يريد الفدرالية ويرى فيها الخلاص، ولن نستطيع الحفاظ على الـ ١٠٤٥٢ سوى بتطبيق النظام الإتحادي الفدرالي، فلا تقسيم ولا متاريس ولا جدران” والا اعتماد النموذج القبرصي كحل نهائي.
وختم مراد: “لن نستسلم، ولن نرضى أن تذهب تضحيات شهدائنا سدى، مهما تخاذل المتخاذلون ومهما تكابر المتكبرون”.