IMLebanon

حكومة لبنان تكتفي باستدرار العطف الدولي لمنع احراقه

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:

دبلوماسيات العالم كلها تحركت ليل السبت الفائت في اعقاب سقوط الصاروخ “اللقيط” في مجدل شمس في الجولان، منعا لاندلاع حرب مدمرة في لبنان ومنه في المنطقة. أحزمة مشدودة ،ترقب وقلق بلغ الذروة خشية رد الفعل الاسرائيلي على لبنان وتحميله ثمن اقترافات حزب الله. اتصالات رئاسية ووزارية بحثا عن حلول دبلوماسية . دول تنصح رعاياها بتحضير خطط عمل للأزمات واخرى تدعوهم للمغادرة بشكل عاجل حفاظا على سلامتهم. وشركات طيران عالمية تعلّق رحلاتها من بيروت واليها.

صحيح ان حزب الله نفى مسؤوليته عن عملية مجدل شمس ، لكنّ النفي وحده لا يكفي ولا يحمي لبنان من اجرام اسرائيل، وقد خبر فظاعته الغزاويون والفلسطينيون، في اعقاب عملية طوفان الاقصى ودفعوا ثمنها حتى اليوم ما يناهز اربعين الف شهيد ومئات الاف الجرحى والمشردين وسويت مدنهم بالارض.

مسؤولون دوليون اجروا اتصالات برئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لضبط النفس منعا للتصعيد ، فيما دانت حكومة لبنان “كل اعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها الى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات. واعتبرت ان استهداف المدنيين يعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الانسانية”.

تقول مصادر سياسية معارضة لـ “المركزية” ان بيان حكومة لبنان في اعقاب استهداف مجدل شمس، لا بدّ استلزم وقتا وجهداً لصياغته بطريقة لا يأتي فيها على ذكر حزب الله ولا يحمله اي مسؤولية في ما جرى، في حين يجرّ الحزب لبنان الى الويلات والمآسي ويضرب عرض الحائط مصالحه الوطنية والقومية ولا من يتجرأ في هذه الدولة من كبار المسؤولين على مساءلته او القول “ما حلا الكحل بعيونك”. ولا عجب، ما دام من يمسك زمام السلطة في لبنان هم من الدائرين في فلك الحزب والمستفيدين من رضاه عنهم ومؤمني مصالحهم الخاصة عن طريق هذا الرضا. ولكن ماذا عن مصلحة لبنان واللبنانيين ومن يؤمنها ويسترجع القرار عوض “البكاء على الاطلال” واستدرار عطف الدول الكبرى لمنع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها بإحراق لبنان؟ وعوض اضطلاع هؤلاء بمسؤولياتهم الوطنية والطلب من الحزب تنفيذ القرار الدولي 1701 بالتراجع الى خلف الليطاني واقفال جبهة اسناد غزة التي لم تسندها ولا خففت عن اهلها قيد أنملة قتلا وتنكيلا واجراما ،انما استجلبت كل هذا الى جنوب لبنان، تقف الحكومة عاجزة تبحث بين حروف بياناتها “لزوم ما لا يلزم”،عما لا يغضب الحزب او يثير حفيظته، اذا ما طُلب منه اعلاء مصلحة الوطن على مصالح ايران عبره. وتقول المصادر يعرف الرئيسان بري وميقاتي مكمن الداء والدواء، لكنهما اعجز من ان يصفانه، ويكتفيان باتصالات يجريانها مع رؤساء دول ما زالت مهتمة، ولو بنسب ضئيلة ،ببقاء لبنان في هذا الشرق، متمنين بذل ما يلزم من جهود وممارسة الضغط على اسرائيل كي لا تحرق لبنان بمن فيه.

نتيجة لذلك، اكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي اليوم أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ونقلت “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله: نريد إيذاء “حزب الله” لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة. كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. فيما اشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان الرد على حزب الله سيكون “محدوداً لكنه ذو مغزى”.

المصادر تُذكّر ان في العام 1976 أمّن الرئيس الياس سركيس مصلحة لبنان في حرب 1975 بين لبنان والفلسطينيين، وعبّد الدرب لايصال بشيرالجميل رئيسا حفاظا على هذه المصلحة، لاان الخلاف الروسي الاميركي على لبنان واستعانة موسكو بسوريا والفلسطينيين واحزاب محور سوريا قتلوا الجميل. ولاحقا وفي العام 2006 حافظ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على مصلحة لبنان عبر القرار 1701. فمن يؤمن اليوم مصلحة لبنان ومن يمثله في المفاوضات بغياب الرئيس؟ وتضيف: نعرف من يحدد مصلحة ايران ويؤمنها في لبنان والمنطقة (محور المقاومة والثنائي الشيعي) ولكن من يؤمن مصالح لبنان الوطنية ويحمي المسلّمات والثوابت القائمة على الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية والعربية؟

لذلك، تؤكد المصادر وجوب انشاء هيئة انقاذ وطني لمنع جرّ لبنان الى الحرب الشاملة ولاحقا للتفاوض باسمه ، كما يفاوض الثنائي باسم ايران ووفق اجندتها. وتقول في مرحلة الشغور عام 2006 وبعد نهاية عهد الرئيس اميل لحود، اعدّ الرئيس السنيورة النقاط السبع وعلى اساسها صدر القرار الدولي 1701.فمن يعمل اليوم لبنانيا ويضمن مصلحة لبنان لتحقيق الاستقرار ، وتأمين الترسيم البري مع اسرائيل واستكماله برا وبحرا مع سوريا؟ وتختم ، إما التحرك سريعا لإنقاذ لبنان مما يُعدّ له من خطط “شريرة”، والا على لبنان ودولته وسيادييه السلام.