كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
حدثان بارزان، حصلا أمس الاول، اسقاط طائرة مسيرة فوق المنطقة الاقتصادية قرب منصة استخراج الغاز الإسرائيلية في البحر الابيض المتوسط من قبل البحريةالإسرائيلية، وسقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل إسرائيل، تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين من اهالي البلدة.
حدثان يعبران بوضوح عن نية بتصعيد المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل. فإرسال طائرة مسيرة من قبل الحزب فوق منصة استخراج الغاز الإسرائيلية يحدث لاول مرة منذ اشعال جبهة الجنوب قبل مايقارب التسعةأشهر،بعد ان التزم الطرفان بما اصطلح على تسميته قواعد الاشتباك، و تجنبت إسرائيل بموجبه استهداف قيادات الصف الأول من الحزب ومواقع حساسة وهامة تابعة له، مقابل تحييد الحزب من خارطة عملياته، المدن والمراكز والمواقع الاقتصادية والحيوية بالداخل الإسرائيلي.
كان هذا الحادث لوحده كفيل باعطاء إسرائيل، ذريعة لتجاوز قواعد وضوابط الاشتباك القائم، وتوسعة الصراع الدائر نحو حرب تطال مناطق واهداف اخرى، لطالما هدد قادة إسرائيل بشنّها على حزب الله، لتغيير الواقع العسكري والامني القائم على طول الحدوداللبنانية الجنوبية. ولكن أتى سقوط الصاروخ في بلدة مجدل شمس بعده، والذي نفى الحزب مسؤوليته عن اطلاقه، بالرغم من اتهامات إسرائيل له بذلك، ليبدل المشهد تماما ويستغله القادة الإسرائيليون، ويضاعفون تهديداتهم بتوسعة الحرب، وبالانتقام من الحزب وبتدمير لبنان واحراقه.
ليست التهديدات التي رددها قادة إسرائيل خلال الساعات الماضية،باستهداف الحزب ولبنان بذريعة ردهم على مجزرة مجدل شمس المستنكرة بكل المقاييس، هي الاولى منذ اشتعال جبهة الجنوب، بل تأتي ضمن مسلسل التهديدات الذي لم يتوقف منذ ذلك الحين، والتي بلغت ذروتها هذه المرة، وكأن الحرب الإسرائيلية الموسعة ضد لبنان اصبحت امرا واقعا.
هل هذا يعني زوال الاسباب والموانع، التي كانت تقف حائلا امام إسرائيل لشن حرب واسعة ضد حزب الله ولبنان؟
ليس بالكامل، ولكن انفجار الصاروخ في بلدة مجدل شمس، اعطى إسرائيل حافزا، لكي توظفه لصالحها، امام الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي ترفض قيامها بتوسعة الحرب ضد حزب الله في لبنان، خشية زيادة التوتر وتدخل دول اخرى بالحرب وخصوصا ايران التي تدعم حزب الله.
واستنادا إلى ما تسرّب من الاتصالات والمشاورات التي جرت خلال الساعات القليلة الماضيةمع المسؤولين اللبنانيين، فإن موانع الدول المذكورة، لتوسعة الحرب ماتزال قائمة، لاعطاء مزيد من الديبلوماسية الجارية لاحتواء التصعيد والتوصل إلى اتفاق نهائي على الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة، ولكنها بالمقابل، تغض النظر ضمنيا عن أي رد عسكري إسرائيلي نوعي و محدود ضد حزب الله، يواكب التهديدات الإسرائيلية وينفس الاحتقان بالداخل، ولا يشعل حربا واسعة النطاق.