جاء في “الأخبار”:
«قد يكون الهجوم القاتل في مجدل شمس نقطة تحول في طبيعة وشكل الحرب في الساحة الشمالية. وفي الساعات والأيام المقبلة سنعرف ذلك. من وجهة نظرنا، حزب الله في وضع مريح في كلا الجانبين. وهو مهتم منذ صيف 2022 بجر إسرائيل إلى التصعيد، وفي النهاية إلى حرب شاملة، لأن ذلك يخدم مصلحته العامة. من ناحية أخرى، طالما لم تنجر إسرائيل إلى مثل هذه الحرب، فإن الوضع الحالي يخدمه أيضاً بإرهاق إسرائيل واستخلاص الدروس والعبر، تمهيداً للتصعيد المستقبلي الذي سيندلع في كل الأحوال عاجلاً أم آجلاً».
بهذه الخلاصة، وصّف مركز «ألما» الإسرائيلي للأبحاث حالة الهستيريا التي سيطرت على انفعالات المسؤولين الإسرائيليين وردّات أفعالهم بعد حادثة مجدل شمس. وفي زحمة التصريحات والتقديرات الإسرائيلية المتفاوتة والمتناقضة، نقلت «يديعوت أحرونوت» تقديرات إسرائيلية بأن رد تل أبيب سيؤدي إلى عدة أيام من القتال من دون أن يتطور إلى حرب، وتحدّثت عن ضغوط أميركية على إسرائيل ليكون الرد محسوباً. وكما كان منتظراً، تبنّى البيت الأبيض الرواية الإسرائيلية محمّلاً حزب الله مسؤولية «الهجوم على القرية الدرزية في الجولان»، وأعلن «أننا نجري مناقشات مستمرة مع الإسرائيليين واللبنانيين منذ الهجوم على ملعب كرة قدم الجولان (…) ونعمل على حل دبلوماسي لإنهاء الهجمات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية»، مجدّداً دعمه لـ«أمن إسرائيل».
لكن القناة 13 العبرية، لفتت إلى أن «التردد في إسرائيل حتى الآن قائم حيال إمكانية أن يجر الرد إلى حرب شاملة، والاستخبارات ليس واضحاً لديها مسألة عدم انضمام إيران». فيما رأت «يديعوت» أن «إسرائيل لن تغير من سياسة الاحتواء ضد حزب الله بشكل جوهري والرد سيكون على الأرجح صورياً».
ربما يكون التدخل الأميركي الحازم هو الوحيد الذي يمكنه وقف التدهور الآن
وكتب عاموس هرئيل في «هارتس» أن «إسرائيل تمارس لعبة الروليت الروسية في الشمال منذ أشهر. أطلق حزب الله على مدار تلك الفترة آلاف الصواريخ ومئات الطائرات المُسيّرة على بلدات الجليل والجولان، وحتى الآن، لم تتسبب عملياته بأيّ حادثة قتل جماعي. لقد انهارت النتائج التراكمية الإحصائية هذه بعد ظهيرة السبت في ملعب كرة القدم في قرية مجدل شمس». ورأى أنه «في ظل غياب استراتيجيا إسرائيلية حقيقية، تم تسويق الاغتيالات على أنها استجابة ملائمة لعدوان حزب الله، لكن تأثيرها العملياتي غير واضح»، معتبراً أن «عمليات الاغتيال هذه لم تردع الحزب بكل تأكيد. أمّا الآن، فمن المرجّح أن يقرر نتنياهو وغالانت والمنظومة الأمنية القيام بردّ أكثر صرامة. يعتقد بعض المعنيين أنه يمكن دفع حزب الله إلى الزاوية من خلال تصعيد أكثر كثافةً للقتال، يستمر عدة أيام، من دون الانجرار إلى حرب شاملة بالضرورة. وهذه المخاطرة من الصعب التنبؤ بنتائجها». وربط جبهتي الشمال والجنوب بعضهما ببعض، ولفت إلى أن «عدم التوصل إلى اتفاق لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس في الجنوب سيعقّد الوضع في الشمال أكثر. فضّلت إسرائيل عدم خوض حرب شاملة على جبهتين في وقت متزامن. أمّا الآن، فقد تكون على عتبة تصعيد مكثّف في الشمال، من دون أن تكون قد حقّقت الاستقرار على الجبهة الجنوبية. والآن، أكثر من أي وقت مضى، تبدو الوعود التي أطلقها نتنياهو بشأن النصر المؤزّر في الولايات المتحدة فارغة. وربما يكون التدخل الأميركي الحازم هو الوحيد الذي يمكنه وقف التدهور الآن».
بدوره، رأى داني سيتيرونوفيتش، في «معاريف» أنه «رغم أن المرجّح أن الطرفين لا يسعيان لإشعال مواجهة إقليمية واسعة لإدراكهما تداعياتها، فإن الرد الإسرائيلي المتوقّع سيُدخلهما في دوامة من التصعيد، خصوصاً إذا واصل حزب الله سياسته المتمثّلة في الرد على كل رد إسرائيلي». وقال إن «انعدام الثقة القائم والحوار الناري بينهما، يؤديان أيضاً إلى انتفاء وجود آلية لإنهاء القتال يمكن أن تضمن التهدئة، وبالتالي فإن التصعيد الأخير يزيد بشكل كبير في خطر اندلاع الحرب».