كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:
نفّذ موظفو وعمال هيئة “أوجيرو” اليوم اعتصاماً في خطوة تحذيرية من خطورة الاستمرار في تأخير تأمين الاعتمادات اللازمة والملحّة لزوم الصيانة والحفاظ على ديمومة عمل الشبكة… وإلا التصعيد سيكون على قائمة التحرّك المقبل. وأُرفق هذا الطلب بمطالب أخرى تتعلق بزيادة الرواتب وغيرها.
في إطار المساعي التي يقوم بها وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم لمعالجة هذه الأزمة وإيجاد الحلول المناسبة لتجنيب البلاد توقف شبكة الإنترنت، اجتمع القرم اليوم مع وفد من نقابة موظفي وعمال “أوجيرو” بمشاركة رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، وأبدى الوزير خلال الاجتماع دعمه الكامل للنقابة واستعداده للمساعدة.
وفي حديث لـ”المركزية” عقب الاجتماع، يكشف القرم أنه طلب من النقابة “تحضير ورقة بمطالبها للاطلاع عليها خطيّاً وكي نكون على بيّنة منها ومتابعتها بشكل حثيث مع المعنيين للتوصّل إلى الحلول المنشودة”، موضحاً أن هذه المطالب “تستلزم معالجة جذرية كي تصبح القرارات والمراسيم التي نتّخذها قابلة للتنفيذ. وعلى سبيل المثال لا الحصر صدرت مراسيم عن مجلس الوزراء تتعلق بزيادة رواتب موظفي “أوجيرو”، بعد ذلك تعذّر تأمين الأموال المطلوبة لذلك! حينئذٍ ما نفع المراسيم والقرارات؟!
ويؤكد أن “القرار ليس في يد وزارة الاتصالات، والنقابة تعلم ذلك، لكنني أبديت استعدادي للضغط في اتجاه تحقيق الأهداف المطلوبة”،
ويتابع القرم: لقد طلبت من لجنة الاتصالات النيابية ولجنة المال والموازنة وضع اليد على هذا الملف، ومساعدتنا على تمرير القرارات القانونية النهائية لإصلاح الوضع… هذا هو الطريق الصحيح للمعالجة.
كريديّة يطمئن…
من جهته، يطمئن المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريديّة أن “لا نيّة في التصعيد إطلاقاً”، ويقول عبر “المركزية”: مطالب النقابة ليست جديدة، بل امتداد للمؤتمر الصحافي الذي عقدته منذ نحو أسبوعين والذي طالبت فيه بتحويل الأموال اللازمة لهيئة “أوجيرو” للقيام بأعمال الصيانة المطلوبة.
ويؤكد أن العمل كان طبيعياً اليوم على كل الأراضي اللبنانية، إذ داوم هو والموظفون في مكاتبهم كالمعتاد، “إنما خطوة النقابة جاءت تذكيراً بضرورة تأمين الأموال اللازمة الواردة في الموازنة العامة لصالح “أوجيرو” لزوم أعمال الصيانة”.
ويوضح كريديّة أن “مطالب نقابة موظفي وعمال “أوجيرو” لا تتعلق برواتبهم أو بمخصّصاتهم، إنما تطالب النقابة في محاولة منها للمحافظة على المؤسسة، بضرورة توفير التمويل اللازم في الوقت المناسب كي يتمكّن العمال والموظفون من القيام بعملهم كما يجب”.
ويضيف: صارحت الموظفين والعمال بأن الأمور تحت السيطرة ولا لزوم للقيام بأي تصعيد.
“ليس لدينا ترف الإقدام على أي خطوة تؤدّي إلى توقف خدمات “أوجيرو” إطلاقاً… فهذا من سابع المستحيلات” يؤكد كريديّة “ممنوع منعاً باتاً توقيف مرفق عام بأهمية عالية جداً كمثل هذا المرفق… لن نسمح اليوم ولا بعده ولأي سبب من الأسباب توقيف هذا المرفق العام. فموظفو “أوجيرو” يعلمون ذلك جيداً”.
وعما إذا كان تلقى أي ردّ أو تطمين من قِبل وزارة المال، يقول: وزارة المال متجاوبة دائماً، لكن المشكلة الأساسية تكمن في البيروقراطية الإدارية فقط لا غير. إذ لا أحد لديه النية في تعطيل خدمات “أوجيرو” إنما البيروقراطية تبقى معاناة الشعب اللبناني في كل المرافق، وبنتيجتها تأخذ الأمور وقتاً طويلاً “أكثر من اللازم” لتوضع على سكّة التنفيذ. لكن “أوجيرو” تستشعر بالضرر أكثر وأسرع من غيرها كون قطاع الاتصالات والإنترنت لديه دينامية خاصة به تتطلب التحرّك السريع والتلبية الفوريّة”.
من هنا، “لا نملك ترف الانتظار، فالوقت ثمين جداً. ماذا ينفع أن يتقاضى الموظف أو العامل راتبه وليس لديه إمكانية القيام بعمله؟!” يختم كريديّة.