وجّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى رسالة لأبناء الجولان المحتل ومجدل شمس حيا فيها مواقفهم العروبية الاصيلة ورفضهم لوجوه الاحتلال المستفزّة ولتسييس المأساة واستغلال الحدث الأليم، والاحتكام إلى لغة العقل والحكمة وإلى نبض الهوية التوحيدية العربية الراسخة.
وجاء في نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”.
“المشايخ الأفاضل، أهالي الجولان الأكارم، عائلات الشهداء الأبرياء، أهلنا المعروفيّين الموحّدين الشرفاء، مجدل شمس لؤلؤةُ الجولان وقلعةُ العنفوان…موئلُ التقوى ومعقلُ الكرامة وساحةُ الرجولة… مجدل شمس معقودٌ لها العزُّ والفخرُ والسؤدد…محفورٌ اسمُها في سجلّ الصمود والمناعة وتحدّي عوادي الزمن…
لئن طالت أطفالَها يدُ الظلم والغدر، فلن تقوى على حَنيها ولَيِّ ذراعِها أيادي الشرّ والإجرام، وهي القويةُ بإيمانها وتماسكِ أبنائها وقدرتِهم على الصبر والتحمّل، والشامخةُ بأجاويدها ورجالاتها كشموخِ جبلِ حرمونَ الجامعِ بين أهلِ التوحيد والعروبة من هنا وهناك، والرابضةُ كاللبوءة الجريحةِ إلى حينَ يَحينُ موعدُ الانقضاضِ لصونِ الكرامة والوجود…
وأضاف: “تحيةً لكم أيها المعروفيُّون الموحّدون الأصيلون، نُرسلُها لكم من إخوانكم في لبنانَ وكلّ مكان، تحيةَ مؤاساةٍ وتعزيةٍ ومحبة، لكلّ عائلةٍ فقدت عزيزاً غالياً، لكلّ أمٍّ وأبٍ وأخٍ وأختٍ وقريبٍ وقريبة، ولكلّ شيخٍ وشابٍّ وفتى جولانيٍّ أصيلٍ أدمتْ قلبَه جريمةُ الاعتداء وفجّرتْ دموعَ عينيه مصيبةُ فَقدِ الأحبّة، وحرّكت في داخله شعور الانتماء إلى الجذور…تحيةً لصبركم الجميل ووقفتِكم الثابتةِ في وجه الأعاصير والمشهودِ لها بالعزّة والعنفوان والأصالة، وتحيةً كبرى لموقفِكم الموحَّدِ في يوم وَداعِ الشهداء والصلاةِ على أرواحهم البريئة، والذي عبّرتم من خلاله عن رفضِكم لوجوه الاحتلال المستفزّة ولتسييس المأساة واستغلالِ الحدثِ الأليم من أجل توجيهِ الاتهامات وتأجيجِ الصراع، وترفّعتم فيه عن لغة الانفعالِ والتسرّع، واحتكمتم إلى لغة العقل والحكمة وإلى نَبْضِ الهوية التوحيدية العربية الراسخة في بيوتكم وقراكم ومجتمعِكم الأصيل”.
وختم: “لكم من جبلِ لبنانَ وساحلِه وواديه أسمى آيات المودّة والتقدير، وأخلصُ مشاعر الأخوّة والتضامن، وأطيبُ عبارات الوفاء والمحبة،ودعاؤُنا لكم موصولٌ بدعاء شيوخِنا الأجلّاء وأهالينا الأوفياء، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يقيَنا وإيّاكم من نيرانِ المؤامرات والحروب المدمّرةِ للحجر والبشر، وأن يُلهمنا الوقوفَ معاً في وجه الظالمين المعتدين والخبثاء المتآمرين، كما وقف أسلافُنا الشرفاءُ عبر التاريخ، إنكم بعنايته تعالى لَمحفوظون، وبالاستعانة به لمُنتصرون، إنه نعم الحافظُ ونعم المعين”.