IMLebanon

“الاشتراكي” مستمر في مسعاه رئاسياً

كتبت يولا هاشم “المركزية”:

بعد التطور الأخير في مجدل شمس في الجولان السوري، تكثفت الاتصالات السياسية والدبلوماسية من أجل إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية على لبنان. رغم ذلك، يعيش اللبنانيون ساعات من الترقب والانتظار خوفاً من أي تطور قد يؤدي الى توسعة الحرب وإدخال لبنان في المجهول. في المقابل، وبعد حركة مكثفة ومبادرات لحلحلة الملف الرئاسي، ما زال الجمود سيد الموقف. فهل من أفق لإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة في ظل ما يتهدد لبنان من مخاطر أمنية واقتصادية داهمة؟

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية” ان “الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في مجدل شمس والتي ذهب ضحيتها الابرياء والاطفال والتي حاول استغلالها لنشر الفتنة والتفرقة في المجتمع المحيط، وفي الوقت نفسه لتبرير نيته الهجومية العدوانية تجاه لبنان، انكشفت للرأي العام، المحلي والعالمي. واعتقد ان كل هذه التصاريح والرسائل التي وصلت مباشرة او عبر الموفدين او الدول الأخرى، من شأنها إحباط عزيمة اللبنانيين ورفع معنويات الجيش الاسرائيلي بتهديداته. وفي جميع الأحوال، لم توقف إسرائيل عدوانها على لبنان. والحديث عن “سنضرب”، وهم يضربون. منذ تسعة أشهر سقط لدينا أكثر من 400 شهيد وآلاف المنازل المدمرة كلياً، وقرى بأكملها أصبحت مدمرة في الجنوب. إذاً المستجد الجديد اليوم هو التوقيت وهذا الحضور الإعلامي السياسي العسكري لاسرائيل، وكأن مشروع مجدل شمس كان مبرمجاً لايجاد تبرير لعدوان إضافي ما. في جميع الأحوال، اعتقد ان الوحدة الداخلية التي تثبتت بعد المواقف الرسمية خاصة للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تحديداً، في موضوع الالتفاف الوطني في وجه اسرائيل، أحبط بالطبع العدو الاسرائيلي وربما من وراءه، لأن المراهنة على بث الفتنة هنا وهناك في المجتمع اللبناني والمجتمعات المحيطة أثبتت فشلها. واليوم، من الواضح ان اسرائيل أرسلت أنها تريد العدوان على لبنان. إذاً هي جاهزة لتلقي الردود، والتي كانت واضحة. هناك إشارات في الاتصال الايراني – الفرنسي على مستوى الرئاسة، التواصل الذي يجريه رئيس الحكومة مع وزير خارجية بريطانيا وغيرهم، ربما تُفضي الى تخفيف الاحتقان بعض الشيء، لكن لا يجب ان نركن الى هذا العدو، لأن من يقتل ويمارس الإبادة الجماعية في فلسطين منذ عشرة أشهر وأكثر، قادر ان يمارس الشيء نفسه في لبنان دون اي مبرر.

ويضيف: “لذلك الوضع الأمني على لائحة الانتظار، بانتظار التطورات الأمنية على الارض. ولا أحد يستطيع ان يتنبأ ما الذي يخبئه جيش العدو الاسرائيلي، لأن في العام 1982 طمأن المجتمع الدولي كله وقتها لبنان، حتى الاتحاد السوفياتي، وبأنها عملية اسرائيلية في حدود “الاولي” وفجأة اصبحوا في بيروت، في بعبدا. لذلك لا نطمئن الى الرسائل ولا نعطي أهمية كبرى لما يقال عن ضغوط، فلو كان هناك ضغط جدي اميركي غربي على اسرائيل، لكانت أوقفت وحشيتها في غزة. وهذا ما لم يحصل. ولذلك يجب ان نكون جاهزين لكل الاحتمالات”.

أما رئاسياً، فيؤكد عبدالله “اننا ما زلنا في المربع نفسه، لن يقدم أحد على التراجع قيد أنملة للأسف. وكلقاء ديمقراطي سنستمر في مسعانا، نراهن على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية الداخلية. كان يجب ان نحاول تحصين البلد داخلياً في مواجهة كل المستجدات المرتقبة والتسوية الاقليمية إذا كانت موجودة، كي يكون لبنان حاضراً فيها، لكن يبدو للأسف ان الحسابات الفئوية تطغى على كل الحسابات الوطنية. وعندها لن يكون لبنان لاعباً أساسياً بل متلقٍ. يجب ان نتعلم مفهوم التسوية وجمال التسوية، كما قال كمال جنبلاط، في هكذا محطات، من قبل الجميع، لا أعني فريقاً واحداً، كي نستطيع ان نحمي البلد الذي يمرّ بأزمة سياسية وامنية واقتصادية ويحتاج الى جهود الجميع. ولا يحتاج فقط الى رئيس للجمهورية بل أيضاً الى حكومة قادرة وفاعلة وتحظى بالتفاف وطني حولها، كي تتمكن من إنجاز الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة، لكن للأسف يبدو ان المسائل مؤجلة”.