IMLebanon

النزوح من صور: للميسورين فقط!

كتبت زينب حمود في “الأخبار”:

تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على منطقة صور، واستهدفت بلدات للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 8 تشرين الأول الماضي، فيما تتراجع الفترة الزمنية الفاصلة بين الضربة والأخرى. إذ فصل أسبوع واحد مثلاً بين الغارة على عدلون مساء 20 تموز والغارتَين على بلدتَي العباسية والبرج الشمالي فجر 28 تموز، ما أثار تساؤلات ترافقت مع التهديدات الإسرائيلية إثر حادثة بلدة عين شمس في الجولان، حول ما إذا كانت مدينة صور والقرى المجاورة لا تزال منطقة استقبال للنزوح أم أنها بدأت تشهد حركة نزوح إلى خارجها؟التساؤلات ترافقت مع تراجع عدد روّاد البحر والمطاعم وحركة المرور الخفيفة في الطرقات الرئيسية. لكن، “لم تحن ساعة الصفر بعد لمغادرة صور وقراها”، وفق تأكيدات ممثلي بلديات المنطقة، ومن بينهم رئيس بلدية العباسية علي موسى عز الدين الذي أكّد أنه “ليس هناك حركة نزوح ملحوظة من العباسية التي تعرضت للقصف للمرة الأولى خلال هذه الحرب، لأنّ الأهداف لا تزال محددة في صور وبعيدة عن المدنيين، والقصف غير دائم”. فيما لفت نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي إلى أنّ “عدد الذين غادروا مدينة صور في الأيام الماضية لا يتعدّى 5 في المئة من عدد سكانها”. وأوضح أن بقاء سكان صور والقرى المجاورة في منازلهم عموماً، يعود إلى تقييمهم للوضع الأمني الذي يجدونه “مستقراً”، كما “يطمئنهم تحييدنا عن دائرة الاستهداف المباشر وإبقاؤنا خارج بنك أهداف العدوّ في الوقت الحالي”. وهو ما يؤكده علاء، أحد سكان منطقة الشبريح في قضاء صور، مشيراً إلى “أننا في حالة حرب مستمرة لم تبدأ أمس. وطالما أنها تنحصر بالأهداف العسكرية وتحيّد المدنيين فسنبقى هنا”. أمّا النازحون إلى صور الذين أتوا من المناطق الجنوبية الحدودية، فيترقّبون الأوضاع قبل التفكير في النزوح ثانية، لأنه، بحسب سارة، النازحة من عيتا الشعب، “بالكاد استقرّينا في منزلنا الجديد ووجدنا مدرسة جيدة لأولادنا وعملاً حيث نزحنا، وليس سهلاً أن نعيش نزوحاً ثانياً”.

ويوضح صبراوي أن الـ5 في المئة من المغادرين لا يمكن إدراجهم في خانة النازحين بما أنّ مدة مكوثهم خارج بلداتهم لا تتجاوز بضعة أيام. وهؤلاء، ينتقلون ظرفياً بعد كل استهداف للقرية أو القرى المجاورة، وبعضهم يزورون منازل ذويهم ثم يعودون بعد أيام وأحياناً بعد ساعات ريثما تهدأ الأوضاع ويتأكدون من أنها ضربة عابرة، مشيراً إلى أنهم من “الميسورين الذين يملكون بيوتاً ثانية في بيروت أو الجبل، أو يستأجرون شاليهات وبيوتاً لفترات قصيرة، بعضهم عادوا بعد يوم من مغادرتهم، وهناك من قال إنّه سيعود بعد الردّ الإسرائيلي، بحسب نطاقه والأضرار الناجمة عنه وما إذا كان الوضع سينزلق بعدها”. أما من لا يملك هذا “الترف”، فيترقّب بحذر، “من دون أن يعني ذلك أنهم خائفون، بل واثقون بأنّ العدو لن يخطئ الحساب في المعادلة التي فرضتها المقاومة في ما يخص استهداف المدنيين”.

وفي حال توسّعت الحرب وشملت مدينة صور والقرى المجاورة، هل هناك خطة لإخلاء النازحين القدامى (من القرى الحدودية) والجدد؟ الجواب، بحسب صبراوي: “كلا، إذ جرى توزيع النازحين من المنطقة الحدودية، واستقبلت المراكز الخمسة في صور 1500 نازح، لكنّ وحدة إدارة الكوارث لم تضع خطة “ب” لتنفذها متى دخلت صور في نطاق المناطق الساخنة والتي توجب نقل النازحين شمالاً”.