كتب جورج شاهين في” الجمهورية”:
شككت المراجع الديبلوماسية والدولية في ان يكون صاروخ مجدل شمس سبباً كافياً لتوسع الحرب، والخروج عما رسم لها حتى اليوم في موازاة الفشل المتمادي في التوصل الى وقف شامل ونهائي الإطلاق النار في قطاع غزة وغلافها لتسهيل أي عملية لتبادل الاسرى الاسرائيليين بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ومد القطاع بما يحتاجه من المساعدات الطبية والانسانية المفقودة، تعويضاً لسكانه ما لحق بهم من مجازر وتجويع لم تشهده اي حرب في العالم على رغم من حملات التضامن التي لقيها الفلسطينيون في كل أنحاء العالم وخصوصا في الولايات المتحدة الأميركية المتهمة بتوفير الدعم الاعمى لاسرائيل بلا اي سقوف محددة.
ولكن ما هو لافت ان الضجة التي رافقت هذا الصاروخ قد تلاشت بسرعة قياسية لم تكن متوقعة، وخصوصا لما رسم حوله من سيناريوهات متواضعة تطاول ما يعيشه المجتمع الدرزي في كل من سوريا وفلسطين ولبنان من تناقضات لم تعد خافية على أحد، وسط مؤشرات تدل إلى ان هذا المجتمع قد استوعبها على مضض. فألقيت التهمة مباشرة أو مواربة على إسرائيل بتدبير العملية لزرع الفتنة بين أبناء طائفة الموحدين الدروز الموزعين في الساحات الثلاثة.
وقد ظهر لاحقا ان اهل مجدل شمس قبلوا بما انتهت اليه المجزرة بعدما وضعتها قيادتهم الروحية تحت عنوان التضحية في سبيل القضية العربية الكبرى»، ولو الى حين. فهم صدقوا النفي الذي أصدره «حزب الله» في اللحظات الأولى التي تلت الكشف عن حصيلة الحادثة وبوادر ردات الفعل السلبية، خصوصاً انه جاء معطوفاً مع مطلب لبنان بتحقيق دولي شفاف تتولاه قوات ««اليونيفيل» و«الاندوف» لقدرتهما على إعطاء صورة أوضح عما جرى.
كما فشلت اسرائيل في استدراج المجتمع الدولي الى احتساب ما حصل وتسويقه على أنه جريمة حرب تبرّر لها ما ارتكبته في غزة، وسعيها الى اعتبارها محطة مفصلية في مجرى الحروب المتعددة التي تخوضها على «الجبهات السبعة» في غزة ولبنان وساحات المنطقة الملتهبة.
ومرد ذلك الى ما نادت به بعض الدول بإجراء تحقيق للتثبت من مصدر الصاروخ، وهو ما ترجمه الاتحاد الاوروبي في وضوح ومعه اكثر من منظمة دولية قلصت الاقتناع الدولي بالرواية الاسرائيلية على رغم من دعمها أميركياً الى درجة لا يستهان بها ولا يمكن التشكيك بما قادت إليه من تريث عند تحديد الهدف الذي سيطاوله الرد الاسرائيلي إن بقي قائماً.