كتب فؤاد بزي في “الأخبار”:
بعد 4 أيام على تهديدات العدو بنقل الحرب إلى لبنان، «لا تغيّر ملموساً في حركة المستهلك اللبناني». عبارة أجمع عليها عدد من أصحاب المصالح الحيوية، مثل الأفران والسوبر ماركت ومحطات البنزين، الذين تواصلت معهم «الأخبار» أمس.
«الحركة طبيعية في الأسواق، لا تهافت على السلع الرئيسية، ولا إحجام عن الشراء»، يقول نقيب أصحاب السوبر ماركت نبيل فهد. «الحرب المستمرة من 10 أشهر دفعت الناس إلى التأقلم مع الوضع، أقلّه حتى اللحظة، فتعوّدت على السقف العالي للتهديدات، وبالتالي لا تأثير يذكر على السلوك الاستهلاكي، وحركة التموين التي شهدناها في تشرين الأول من عام 2023، وإقبال الناس يومها على شراء المعلبات والمأكولات ذات تواريخ الصلاحية البعيدة لم تتكرر اليوم، بل على العكس هناك من يشتري سلعاً كمالية مثل أثاث الحدائق»، بحسب أصحاب السوبر ماركت، إذ «لا تهافت، ولا قصر إجر، وحتى حركة تسليم البضائع من المورّدين طبيعية»، يقول أحدهم.من جهته، وعلى مستوى الاحتياط من المواد الغذائية في مخازن الموردين، أكّد نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي «أنّ السلع الغذائية الموجودة في لبنان حالياً تكفي من شهرين إلى 3 أشهر، وهذا المستوى من التخزين موازٍ لما كان موجوداً في المخازن خلال الربع الأخير من عام 2019، قبل الأزمة». يضيف بحصلي، «في حرب تموز، حوصرنا لشهرين ونصف شهر، والمواد الغذائية لم تنقطع من الأسواق»، شارحاً السبب الذي يدفع عدداً من التجار إلى زيادة الاستيراد خلال هذه الفترة بـ«حالة الحرب التي نعيشها، ما يدفعهم إلى طلب المزيد من السلع رغم المخاطر كونهم يعرفون بأنّ المبيع سيزيد خلال هذه الأيام، لكن هذه الحالة لا يمكن تعميمها على جميع المستوردين، فجزء منهم يتريّث، وهذه القرارات التجارية تؤخذ بشكل فردي».
وحول توافر الكميات الكافية من الطحين، لفت نقيب أصحاب المطاحن أحمد حطيط إلى «وجود مخزون يكفي لشهرين في إهراءات المطاحن»، وهذه الكميات غير قابلة للزيادة الآن بسبب عدم وجود أهراءات لحفظ الحبوب. أما لناحية التوزيع، فأكّد حطيط «أنّ توزيع الطحين الأبيض المخصص لصناعة الرغيف العربي تشرف عليه لجنة من الأجهزة الأمنية، تراقب استيراد القمح والطحين إلى لبنان، والكميات المسلمة لا يمكن تغييرها، أما الأصناف الحرّة من الطحين، فليس هناك طلب إضافي عليها».
من جهته، أكّد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا توافر مادتَي البنزين والمازوت في المحطات، وستبقيان متوافرتين ما دامت طرق الاستيراد البحرية مفتوحة، مشيراً الى «حركة خفيفة على المحطات، أقل من الأيام الماضية».