كتبت لورا يمين في “المركزية”:
يعتقد مسؤولون استخباراتيون أميركيون أن إيران تحاول تخريب الحملة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترامب، عبر هجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حديثه للصحافيين، قال مسؤول في مكتب مدير “الاستخبارات الوطنية”، إن وكالات التجسس الأميركية “لاحظت أن طهران تعمل على التأثير في الانتخابات الرئاسية، ربما لأن القادة الإيرانيين يريدون تجنّب زيادة التوترات مع الولايات المتحدة”. وحسب شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، فإن المسؤول لم يقل بصفة مباشرة إن إيران كانت تحاول تقويض ترامب، لكنه أشار إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية “لم يلاحظوا تحولاً في تفضيلات إيران” منذ عام 2020، ما يعني أن إيران لا تزال تستهدف ترامب.
وخلال الإحاطة، قال المسؤول الاستخباراتي، أيضاً، إن إيران تستخدم “شبكات واسعة من الأشخاص والدعاية على الإنترنت لنشر المعلومات المضللة”.
في المقابل، نفت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة هذه المزاعم. وأعلنت مندوبة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن طهران ليس لديها هدف أو نشاط للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024، وفقاً لما أوردته وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء “إرنا”، امس. وجاء ذلك في رد لممثلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى منظمة الأمم المتحدة، على سؤال بشأن تصريحات مسؤولي المخابرات الأميركية. وقالت “ليس لإيران هدف أو نشاط للتأثير على الانتخابات الأميركية. جزء كبير من هذه الاتهامات يأتي في إطار الحرب النفسية لإعطاء زخم كاذب للحملات الانتخابية”.
وكانت الممثلية الإيرانية في الأمم المتحدة، أكدت عقب بعض التقارير المزعومة حول دور إيران في محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ومغرضة”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فإن الملف الايراني يُعتبر من الملفات الاساسية الحاضرة في حملات المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الاميركية. فطريقة تعاطي الجمهوريين او الديمقراطيين مع طهران، ومع تطويرها السلاح النووي او توسّعها في المنطقة وارسالها السلاح والصواريخ الى اذرعها المنتشرة في دولها… عوامل تلعب دورا كبيرا في حسم الناخبين قرارهم لصالح التصويت للجمهوري دونالد ترامب او للديمقراطية كمالا هاريس (مبدئيا). من هنا، تشير المصادر الى ان ترامب يسعى الى استغلال هذه النقطة بقوة، ويحاول الاضاءة على كونه مرفوضا من قِبل الايرانيين وتصوير نفسه محط استهداف مِن قبلهم “الكترونيا” وحتى “جسديا”.
لكن وفق المصادر، اي رئيس سيصل الى البيت الابيض، سيقوم بنهاية المطاف بالجلوس مجددا الى الطاولة مع طهران. لكن الفرق بين ترامب وهاريس، هو ان الاول اكثر تشددا وحزما ويرفض مسايرة ايران او مفاوضتها تحت الضغط الممارَس من قبلها ومن قبل أذرعها، بينما الديمقراطيون اكثر مرونة: قد لا يتنازلون لايران عن ثوابت نووية وعسكرية واستراتيجية، الا انهم يسكتون عن محاولاتها الحصول على مكاسب منهم “على الحامي” على ان تبرّد المنطقة “مبدئيا”، بعد هذه المكاسب.. وهذه السياسة “الابتزازية” مرفوضة من ترامب، تختم المصادر.